للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنَّ الله يَقُومُ بهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِياَءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (١)»، رَوَى هذِهِ الثَّلَاثَةَ أَبُو دَاوُدَ (٢).

لا غيبة في فاسق (٣)

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ (٤) فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ بِئْسَ أَخُو الْعشِيرَةِ» أَوِ ابْنُ الْعَشِيرَةِ (٥) فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ الَّذِي قُلتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْكَلَامَ، قَالَ: «أَيْ عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقاَءَ فُحْشِهِ (٦)»، رَوَاهُ الْأَرْبَعَة.

وَعَنْهَا قَالَت قَالَ النَّبِيُّ : «مَا أَظنُّ فُلَاناً وَفُلَاناً يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِناَ شَيْئاَ (٧)»، رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «كلُّ أُمَّتِي مُعاَفًى إِلا الْمُجَاهِرِينَ، وإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِالَّليْلِ عَمَلاً ثمَّ يُصْبِحُ وَقَدْ سَتَرَهُ فَيَقُولُ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ الله عَنْهُ (٨)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.


(١) ومن قام يتظاهر بالفضل والصلاح بسبب رجل من أهل المال أو الجاه أي عنده لينال منه حظًا دنيويا عذبه الله وشهر به لكذبه وتمويهه، أو المراد منه قام برجل أي عظمه ووصفه بالتقوى والصلاح لينال من وراء هذا ما يبتغيه من مال وغيره عذبه الله وشهر به في الآخرة لكذبه وافترائه على الله تعالى.
(٢) بأسانيد صالحة.

لا غيبة في فاسق
(٣) الفاسق: هو الخارج عن طاعة الله المتجاهر بالمعاصي، فتجوز غيبته ليحذره الناس أو بقصد أن يبلغه فينزجر.
(٤) هذا الرجل هو مخرمة بن نوفل أو عيينة بن حصن السابق في المؤلفة قلوبهم.
(٥) أو للشك وهذه كلمة ذم عند العرب.
(٦) أو للشك، فالنبي لاطف هذا المنافق قطعًا للسانه ومداراة له، كحديث: أمرت بالمداراة كما أمرت بالفرائض، ولأبي داود: إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم.
(٧) فلانا وفلانا: رجلان من المنافقين، وهذا ليس من الظن المنهي عنه وهو ظن السوء بل هو تحذير من الاتصاف بوصفهما.
(٨) فكل مسلم معفو عنه مرحوم إلا المتجاهر بالمعاصي ومنه من يذنب ولا يراه أحد ثم يخبر الناس بما فعل فإن الجهر بالمعصية ذنب آخر وكذا التكلم بها لأنه يكون قدوة سيئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>