للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ (١)»، قَالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَاناً (٢) فَقَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَاناً وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا (٣)».

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنْ أَحَدٍ شَيْئاً فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ (٤)»، رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَكَبَرِ الْكَبَائرِ اسْتِطَالَةَ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقَ (٦) وَمِنَ الْكَبَائرِ السَّبَّتَانِ بِالسَّبَّةِ (٧)».

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «لَمَّا عُرِجَ بِي (٨) مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكلونَ لحُوم النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ».

• عَنِ الْمُسْتوْرِدِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ الله يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ ثَوْباً بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ فَإِنَّ الله يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ (٩) وَمَنْ قَامَ برَجُلٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ


(١) كذا وكذا أي يكفيك من عيوبها قصرها، فقال: إنك قلت كلمة لو تجسم ذنبها ووضع في البحر لسود ماءه وأنتنه.
(٢) أي حقرته.
(٣) أي لا أحب أن أذكر أحدا بسوء ولو أعطيت من الدنيا كثيرا.
(٤) ففيه نهي عن الغيبة وعن استماعها فإنها تغير القلب، ومنه القارئ والسامع شريكان في الأجر، والمغتاب والسامع شريكان في الإثم.
(٥) الأول بسند صحيح.
(٦) استطالة المرء أي إطالة لسانه في حق أخيه من أكبر الكبائر، لعله زجر وتنفير عن ذكر الناس بسوء كحديث: إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق.
(٧) كقول شخص لآخر: يا خبيث فأجابه: أنت خبيث ولئيم، وأما المجازاة الشرعية نسبة بسبة لقوله تعالى ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين﴾.
(٨) ففي ليلة المعراج مر النبي على قوم يخدشون لحوم وجوههم وصدورهم بأظفارهم التي هي من نحاس، فسأل جبريل عنهم فقال: هؤلاء الذين كانوا يغتابون الناس في الدنيا، أي يعذبون بمثل هذا في المدة البرزخية.
(٩) فمن وقع في أحد واغتابه عند عدوّ له فأطعمه أو كساه لذلك فإنه يطعم ويكسى مثله من النار يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>