للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضل أسير بن حصير وعباد بن بشر (١)

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ تَحَدَّثَا عِنْدَ النَّبِيِّ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةٌ فِي لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الظُّلْمَةَ ثُمَّ خَرَجَا وَبِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُصَيَّةٌ فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا حَتَّى مَشَيَا فِي ضَوْئِهَا حَتَّى إِذَا افْتَرَقَتْ بِهِمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ عَصَا الْآخَر فَمَشَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ضَوْءِ عَصَاهُ حَتَّى بَلَغَ أَهْلَهُ (٢). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


= في غزو الخندق فأمرهم بالذهاب لهم فذهبوا فحاصروهم خمسًا وعشرين ليلة وهم خائفون في حصونهم وأخيرًا رضوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان مريضًا في المسجد من سهم أصابه في الأكحل وهم في غزو الخندق فأرسل له النبي فجاء راكبًا على حمار وكان النبي جالسًا في مسجد أعده للصلاة في هذه الغزوة فلما قرب منهم قال للحاضرين من الأنصار قوموا لسيدكم، فقاموا له ونزل فجلس فذكر له النبي نقضهم العهد وأنهم رضوا أن ينزلوا على حكمك، فقال سعد بعد أن فكر في الحكم: إني أحكم عليهم بقتل المقاتلين وسبي الذراريّ وهم النساء والصبيان، فقال لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى وهو القتل لمن نقض العهد جزاء وفاقًا، فرضاء اليهود به ونزولهم على حكمه وكون حكمه صادف حكم الله تعالى تدل على منزلة عالية ومكانة سامية لسعد وأرضاه وحشرنا في زمرته آمين.

فضل أسيد بن حضير وعباد بن بشر
(١) أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس جد سعد بن معاذ السابق توفي سنة ٢٠ وصلى عليه عمر ، وعباد بن بشر الأنصاري الخزرجي أسلم قبل الهجرة وشهد بدرًا وأبلى في يوم اليمامة بلاء حسنًا واستشهد بها وأرضاه.
(٢) فأسيد وعباد كانا عند النبي في ليلة مظلمة فلما خرجا أضاءت لهما عصا كانت بيد أحدهما كالمصباح فسارا في نورها فلما افترقا أضاءت عصا الآخر له حتى دخلا منازلها وأرضاهما، وصلى قتادة بن النعمان مع النبي العشاء في ليلة مظلمة مطيرة فأعطاه النبي عرجونًا وقال انطلق به فإنه سيضيء لك من بين يديك عشرا ومن خلفك عشرا فإذا دخلت بيتك فسترى سوادا فاضربه حتى يخرج فإنه الشيطان فانطلق فأضاء له العرجون حتى دخل بيته ووجد السواد فضربه حتى خرج. فهذه وأمثالها معجزات النبي وكرامات لأصحابه وأرضاهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>