للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب الفتن وعلامات الساعة (١)

وفيه سبعة أبواب وخاتمة

[الباب الأول: في التحذير من الفتن]

قَالَ اللَّهُ تَعاَلَى: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢)﴾ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: «لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرَ قَدِ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَاجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِهِ وَعَقَدَ سُفْياَنُ تِسْعِينَ أَوْ مِائَةً (٣)» قِيلَ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ (٤)، رَوَاهُ الْأَرْبَعَة.

• عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظ رَسُولَ اللَّهِ لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَزَائِنِ (٥) وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ (٦) مَنْ يُوقِظ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ (٧) رُبَّ كاَسِيةٍ فِي الدُّنْياَ عَارِيَةٍ فِي الْاخِرةِ (٨)»،


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين

كتاب الفتن وعلامات الساعة
(١) الفتن: جمع فتنة وهي المحنة والشدة والعذاب وكل مكروه فإن كانت من الله كالأمراض فهي لحكمة وممدوحة، وإن كانت من الإنسان في مذمومة، وعلامات الساعة: الأمارات التي تتقدم القيامة للدلالة على قربها.
(٢) احذروا ذنوبًا وشقاقًا فإن أثرها سيء ويعم الجميع، نسأل الله السلامة.
(٣) فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج وهو السد الذي بناه ذو القرنين عند مطلع الشمس مثل هذه وفسرها سفيان بن عيينة بشكل تسعين بأن وضع طرف السبابة في أصلها وضمها، والمراد ظهر لي قليل من الفتن التي تعم كل الناس.
(٤) الفجور والفسوق.
(٥) التي سيغنمها المسلمون من خزائن فارس والروم.
(٦) التي ستنتشر في المسلمين وابتدأت بقتل عثمان كما سيأتي.
(٧) يريد أمهات المؤمنين ليعبدن الله تعالى.
(٨) فكثير من ذوى اليسار المتجملين بأنواع الثياب في الدنيا يكونون في الآخرة عرايا ذليلين لعدم العمل الصالح، نسأل الله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>