للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسُئِلَ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَلْبَانِ الْأُتنِ (١) وَمَرَارَةِ السَّبُعِ وَأَبْوَالِ الْإِبِلِ فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا وَلَا يَرَوْنَ بِهَا بَأْساً. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.

ومنه الرماد للجروح (٢)

• عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى رَأْسِ النَّبِيَّ الْبَيْضَةُ (٣) وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ كَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ فَلَمَّا رَأَتْهُ يَزيِدُ عَلَى الْماءِ عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا وأَلْصَقَتْهَا عَلَى الْجُرْحِ فَرَقَأَ الدَّمُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) ألبان الأتن جمع أتان وهي أنثى الحمير، فقال كانوا يتداوون بها ولا يرون بها بأسًا، أي إذا لم يفلح غيرها وإن كانت نجسة للضرورة كما أمر النبي من اجتووا المدينة بشرب أبوال الإبل. والله أعلى وأعلم.

ومنه الرماد لسد الجروح
(٢) الرماد تراب ما أحرقته النار، والمراد هنا رماد ما أحرق من الحصير.
(٣) البيضة قلنسوة من أصلب أنواع الحديد يلبسها المقاتل على رأسه لتقيه السلاح، والرباعية بالتخفيف السن التي بين الثنايا والناب، والمجن بالكسر الترس آلة بيد المقاتل يلتقي بها السلاح، فالنبي يوم أحد تهشمت البيضة التي على رأسه من حطم السيوف وشج جبينه، وانكسرت رباعيته وسال الدم على وجهه الشريف، فصار على يجيء بالماء لفاطمة وهي تغسل الدم عن وجهه، ولما رأته لا ينقطع حرقت جزءًا من حصير ووضعت الرماد على الجرح، فرقأ الدم أي انقطع لأن الرماد مجفف وقابض بإذن الله تعالى. وكل ما في معناه نافع للجروح ولا سيما البن الذي تعمل منه القهوة في هذا الزمان. نسأل الله السلامة آمين. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>