للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: فيما تجب فيه الزكاة وما لا تجب فيه (١)

• عَنْ أَبِي ذَرَ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ (٢) قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَوْ (٣) وَالَّذِي لَا إِلهَ غَيْرُهُ أَوْ كَمَا حَلَفَ مَا مِنْ رَجُلٍ (٤) تَكُونُ لَهُ إِبِلٌ أَوْ بَقَرٌ أَوْ غَنَمٌ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلا أُتِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا تَكُونُ وَأَسْمَنَهُ تَطَؤُهُ بَأَخْفَافِهَا وَتَنْطِحُهُ بِقُرُونِهَا (٥). كُلَّمَا جَازَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضى بَيْنَ النَّاسِ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ عَنِ الْهِجْرَةِ (٦)، فَقَالَ: «وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَهَا شَدِيدٌ (٧)، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ تُؤَدِّي صَدَقَهَا»؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئاً (٨)». رَوَاهُ الْخَمْسَة إِلا التِّرْمِذِيَّ.

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (٩): إِنَّمَا تَجِبُ الزَّكَاةُ فِي الْعَيْنِ وَالزَّرْعِ وَالْمَاشِيَةِ (١٠)،


= ولحديث الطبري والحاكم: بعث النبي إلى رجل من أشجع ليدفع الزكاة، فأبى أن يعطيها، فرده الثانية فأبى، فرده إليه الثالثة، وقال: إن أبي فاضرب عنقه. والله أعلم.

فصل فيما تجب فيه الزكاة وما لا تجب
(١) الذي تجب فيه هو الإبل والبقر والغنم والزرع والذهب والفضة إذا بلغ كل نصابه، وعروض التجارة. وما لا تجب فيه هو ما لم يبلغ النصاب مما تجب فيه، والخيل والبغال والحمير، وكل حيوان من غير النعم والأرقاء والخضراوات على خلاف في بعضها يأتي.
(٢) وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: هم الأخسرون ورب الكعبة، قلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وشماله ومن بين يديه ومن خلفه، وقليل ما هم، ثم ذكر الحديث.
(٣) للشك فيه وما بعده.
(٤) ومثله المرأة.
(٥) تنطح بكسر الطاء وفتحها.
(٦) سأله أن يبايعه على الهجرة والإقامة معه بالمدينة.
(٧) ويحك كلمة رحمة، أي أرحمك وأشفق عليك من الهجرة، فإن حقها صعب لا يقوم به إلا القليل.
(٨) أي فاعمل صالحا في أي مكان، وأد زكاة مالك، فإن الله لا ينقصك من عملك شيئًا قال تعالى ﴿إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا﴾.
(٩) أحد خلفاء بني أمية، وكان إمامًا جليلا بارعا في العلم، وكان ورعا تقيا، بل زاهدًا كبيرا، وعادلا عظيما، وكفاه أخذ الأئمة برأيه، وهو من أصحاب سفيان الثوري.
(١٠) العين: الذهب والفضة. والزرع: هو ما يقتات به كالبر والذرة ونحوهما والنخيل والأعناب، والماشية: هي الإبل والبقر والغنم التي في الحديث قبله، وسميت ماشية لأنها تمشي على وجه الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>