للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الرابع: في الاقتداء بالإمام (١)

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَائِماً فَصَلُّوا قِيَاماً، وَإِذَا صَلَّى قَاعِداً فَصَلُّوا قُعُوداً أَجْمَعُون (٢)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ.

وَلَفْظُ أَبِي دَاوُدَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَلَا تُكَبِّرُوا حَتَّى يُكَبِّرَ (٣)، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَلَا تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَلَا تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ». قَالَ الحُمَيْدِيُّ: قَوْلُهُ «إِذَا صَلَّى جَالِساً فَصَلُّوا جُلُوساً (٤)» هُوَ فِي مَرَضِهِ القَدِيمِ، ثُمَّ صَلَّى النَّبِيُّ بَعْدَ ذلِكَ جَالِساً وَالنَّاسُ خَلْفَهُ قِيَاماً لَمْ يَأْمُرْهُمْ بِالجُلُوسِ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالآخِرِ فَالآخِرِ مِنْ فِعْلِهِ . رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


=والحكمة في انفراد صف النساء عن الرجال البعد عن الفتنة، وموقف المأموم من الإمام على ما تقدم هو الأكمل، وإلا فلو خولف صحت الصلاة والجماعة عند الجمهور، ومفهوم هذه النصوص أن المأموم إذا تقدم على الإمام بطلت صلاته لعدم التبعية، - والله أعلم -.

الفصل الرابع في الاقتداء بالإمام
(١) القدوة هي تبعية المأموم للإمام من أول الصلاة إلى آخرها، فلا يتقدم عليه ولا يقارنه في قول أو فعل، ونية الاقتداء بالإمام واجبة على المأموم، بخلاف الإمام، فلا تجب عليه نية الجماعة، ولكن تسن ليدرك ثوابها.
(٢) هو تأكيد للضمير في فصلوا. وفى رواية: أجمعين، حال. وسبب الحديث أن النبي سقط عن فرس فرح شقه الأيمن، فجاء أصحابه يعودونه، خضرت الصلاة، فصلى بهم وهو جالس، ثم ذكر الحديث.
(٣) أي للإحرام، فإن كبر المأموم قبله بطلت صلاته، لحديث مسلم: "لا تبادروا الإمام، إذا كبر فكبروا".
(٤) هذا لفظ البخارى في رواية. أنس، وحديث الكتاب رواية مسلم لأبى هريرة، والحميدى شيخ البخاري، فظاهر رواية أبى هريرة أن المأموم يتابع إمامه في القعود وإن لم يكن معذورًا، وعليه بعضهم. وقال الجمهور: لا تجوز الصلاة من قعود لمتابعة الإمام لأن الإمام لا يسقط عن القوم شيئًا من أركان الصلاة مع قدرتهم عليه. ورواية أنس هي الأخيرة، فهى ناسخة لما قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>