للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الثالث: في التحذير من الرباء]

قَالَ اللَّهُ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ﴾ (١) ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا﴾.

• عَنْ جُنْدُبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ سَمَّعَ (٢) سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ (٣) وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ (٤)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «قَالَ اللَّهُ : أَنَا أَغْنَي الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ (٥) مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ (٦)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنْ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضى يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ (٧) رَجُلٌ (٨) اسْتُشْهِدَ (٩) فَأُتِيَ بِهِ (١٠) فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا (١١) قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ (١٢) قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ (١٣) حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ: كَذَبْتَ وَلكِنَّكَ


(الباب الثالث في التحذير من الرياء)
(١) وهو مسرور سعيد.
(٢) الناس بعبادته أي قصد بها إسماعهم فيحمدونه.
(٣) أي فضحه أمامهم يوم القيامة.
(٤) أي ومن يظهر للناس عمله يشهره الله به في القيامة بمثل الآتي في الحديث الأخير: وله النار، كما في الحديث الثالث.
(٥) أي لا حاجة لي في عبادة عملت لي مع غيري.
(٦) فلا شيء له عندي بل يطلب ثوابه ممن شركه معي، وهذا الحديث من نوع الأخير، وكان الأحسن ضمه إليه لولا مراعاة الاصطلاح الذي درجت عليه من تقديم الصحيح على غيره، ويلوح لي من أحاديث الباب أن الرياء نوعان: نوع يقصد بعبادته غير الله مع الله تعالى، والثاني يقصد بعبادته الناس فقط وينسى الله تعالى كما في الحديث الأول والثالث والرابع وهو أشد جرمًا، وكلا النوعين هو الشرك الخفي الذي قال فيه النبي : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال. فقلنا بلى يا رسول الله فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل. وفي رواية: إن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله، أما إني لست أقول يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا وثنًا ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية. وفي رواية: لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من خردل من رياء. روى الثلاثة المنذري في الترهيب.
(٧) إن أول الناس يجرى عليه القضاء ثلاثة.
(٨) أولها رجل.
(٩) مات في الجهاد.
(١٠) أوقف بين يدي الله تعالى.
(١١) سرد عليه النعم فاعترف بها.
(١٢) هل شكرتني عليها.
(١٣) في سبيلك ومرضاتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>