للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الخامس: في زكاة الحلى ومال اليتيم والعسل (١)

• عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ (٢) عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيِّ (٣) وَمَعَهَا بِنْتٌ لَهَا وَفِي يَدِ بِنْتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ (٤) مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا: «أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هذَا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللَّهُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ (٥)» قَالَ: فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى النَّبِيِّ وَقَالَتْ: هُمَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ (٦). رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٧). ولَفْظُ التِّرْمِذِيِّ: رَأَى النَّبِيُّ في أَيْدِيهِمَا سِوُارَيِنْ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: «أَتُؤَدِّيَانِ زَكَاتَهُ؟» قَالَتَا: لَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ : «أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللَّهُ بِسُوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ»، قَالَتَا: لَا، قَالَ: «فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ (٨)».

• عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحاً مِنْ ذَهَبٍ (٩) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَنْزٌ هُوَ؟ فَقَالَ: «مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدى زَكَاتُهُ فَزُكِّيَ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ (١٠)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

• عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ


=اشتري به، أو بما يشاء من النقدين، ويخرج منه ربع العشر، وتقوّم كلها وإن اختلفت أجناسها كثياب وحيوان ونحاس ولو لم يمض على بعضها سنة، كما يضم النقد والربح الحاصلان منها إليها وتخرج الزكاة عن الكل مراعاة لحق الفقراء، والله أعلم.

(الباب الخامس في زكاة الحلي ومال اليتيم والعسل)
(١) إنما وضعت الثلاثة في باب واحد للخلاف فيها كما يأتى، والحلي ما تتحلى به المرأة في يديها أو في أذنيها مثلا من الذهب والفضة.
(٢) هو محمد وجده عبد الله بن عمرو بن العاص، احتج بحديثه أحمد وإسحاق وغيرهما، وضعفه آخرون لأنه يحدث عن صحيفة جده عبد الله بن عمرو .
(٣) المرأة هي أسماء بنت يزيد بن السكن.
(٤) المسكتان بالتحريك تثنية مسكة، وهي هنا الأسورة.
(٥) لعدم زكاتهما.
(٦) ينفقهما في سبيل الله.
(٧) قال ابن القطان: سنده صحيح وإن ضعّف الترمذي سند حديثه لوجود ابن لهيعة فيه.
(٨) أي أخرجاها.
(٩) الأوضاح جمع وضح بالتحريك، وهو خلخال من الفضة غالبا لوضوحه وبياضه.
(١٠) أي إذا بلغ نصابا فزكيته فليس بكنز تعاقبين عليه، ومن هذا حديث عائشة: دخل على النبي ، فرأى في يدي فتخات من ورق، فقال: ما هذا يا عائشة، قلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله قال. أتؤدين زكاتهن؟ قلت: لا، قال: هو حسبك من النار. رواه أبو داود والحاكم وصححه، والفتخات جمع فتخة بالتحريك، وهي الخاتم الكبير من فضة كعادة نساء العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>