للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا (١) تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا ثُمَّ تُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ (٢) ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا ثمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ يَغْزُو بِأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَهُ فَيَسْقِينَ الْمَاءَ وَيُدَاوِينَ الْجَرْحى. رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَقَالَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ : كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ فَنَسْقِي الْقَوْم (٣) وَنَخْدُمُهُمْ وَنَرُدُّ الْجَرْحَى وَالْقَتْلَى إِلَى الْمَدِينَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَقَالتْ أُمُّ عَطِيَّةَ : غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَخْلَفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ فَأَصْنَعُ لَهمُ الطَّعَامَ وَأُدَاوي الْجَرْحَى وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى (٤). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

[الهجرة إلى بلاد الإسلام مستحبة]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً﴾ (٥) ﴿وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ (٦) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ


(١) الخلاخل في سوقهما، وسمي الخلخال خدمة بفتحتين لأنه ربما كان من سيور مركب فيها ذهب وفضة، والخدمة في الأصل: السير، والمخدم: موضع الخلخال من الساق.
(٢) تنقلان وفي نسخة تنقزان أي تقفزان لسرعة السير بالقرب المملوءة على ظهورهما لتسقيا الغزاة.
(٣) أي المجاهدين.
(٤) أخلفهم في رحالهم: أقوم مقامهم فيها وأعمل اللازم فأصنع الطعام وأداوي الجرحى وأقوم بخدمة المرضى، ففيه جواز خروج النسوة للجهاد مع الرجال وعمل ما يمكنهن عمله مساعدة للرجال، والله أعلم.

الهجرة إلى بلاد الإسلام مستحبة
(٥) مهاجرا كثيرا وسعة في الرزق.
(٦) فهذه الآية وإن نزلت في جندع بن ضمرة الليثي ولكنها عامة في كل من يترك بلاد الكفر ويهاجر إلى بلاد الإسلام ليكثر سوادهم ويجاهد معهم ويحضر جماعتهم ويتعلم من شرعهم ويتدين بأخلاقهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>