للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ (١)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ (٢) عَنْ يَمِينِ الرَّحْمنِ ﷿ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائيُّ.

وَلِلتِّرْمِذِيِّ (٣): «إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِساً إِمَامٌ عَادِلٌ. وَأَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ وَأَبْعَدَهُمْ مِنْهُ مَجْلِساً إِمَامٌ جَائِرٌ». نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضى آمِين.

ينتقى الأمير الوزراء والولاة ولهم كفايته (٤) ٥

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ مُوسى عَلَيْهِ وَعَلَى الْأَنْبِيَاءِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَاجْعَلْ لِي


(١) تقدم هذا الحديث في فضل المساجد من كتاب الصلاة فارجع إليه إن شئت.
(٢) فالمقسطون أي العادلون في الدرجات العلى عند الله تعالى يوم القيامة وهم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم، وما ولوا بفتح فتخفيف أي تولوه. وروى بضم الواو واللام مع تشديدها، أي جعلوا ولاة عليه كوقف ومال يتيم.
(٣) بسند حسن. ومعنى ما تقدم أنه يجب على الحاكم أن ينصح للرعية، وأن يشفق عليهم، وأن يعمل على مصلحتهم دائمًا، وأن يحوطهم بعطفه ولطفه وإحسانه، وأن يمثل العدل بينهم جميعًا على السواء، فإن الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله. نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى آمين والله أعلم.

ينتقي الأمير الوزراء والولاة ولهم كفايتهم
(٤) أي يجب على الأمير أن يختار حاشية ونوابًا من أصدق الناس وأحسنهم سيرة وكفاية ويعطيهم كفايتهم من بيت المال، وذلك ليستعين بهم على مهام الدولة ومصالح الناس، بل إن تهاون في انتقائهم كان خائنا الحديث الحاكم الصحيح» من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين».

<<  <  ج: ص:  >  >>