للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ومنه بر الأبناء]

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّيْمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قاَلَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ (١). رَوَاهُ البُخَارِيَّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُماَ ثُمَّ يَقُولُ: «الَّلهُمَّ ارْحَمْهُما فَإِنِّي أَرْحَمُهُما (٢)». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

• عَنْ عَائِشَةَ قاَلَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: أَتُقَبِّلُونَ الصِّبيْانَ فَماَ نُقَبِّلُهُمْ (٣) فَقَالَ النَّبِيُّ : أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللهاُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ (٤)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَعَنْهاَ قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَمَعَهاَ ابْنَتاَنِ تَسْأَلُنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَة فَأَعْطَيْتُهاَ فَقَسَمَتْهاَ بَيْنَ ابْنَتَيْهاً (٥) ثمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ فَدَخَلَ النَّبِيُّ فَحَدَّثْتُهُ فَقاَلَ: «مَنْ بُلِيَ مِنْ هذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ (٦) فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَلِمُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى يُدْرِكاَ دَخَلتُ أَنَا وَهُوَ الجَنَّةَّ كَهاَتَيْنِ (٧)».

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ


ومنه بر الأبناء
(١) فمن لا يرحم عباد الله لا يرحمه الله تعالى.
(٢) فيه عظيم الملاطفة بالأطفال.
(٣) ولفظ مسلم: فقال نعم؛ قال: لكنا ما نقبل.
(٤) أو أملك بفتح الهمزتين والواو عطف على محذوف أي هل تقول ذلك ولا أملك الرحمة لقلبك بل الله يهبها لك إن شاء، ففيه أن العطف على الأولاد من الرحمة المحمودة وأن تركه من القسوة المشئومة، نسأل الله الرحمة آمين.
(٥) فالمرأة مع شدة جوعها لم تطعم من التمرة شيئًا بل قسمتها بين بنتيها رحمة بهما وشفقة عليهما.
(٦) واحدة أو أكثر له أو لغيره.
(٧) من عال أي قام بأمرهن، جاريتين أي بنتين، حتى يدركا فتستغنيان عنه بالكسب أو الزواج دخل الجنة مع النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>