للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلأَدْخَلْتُ فِيهَا منَ الْحِجْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَقَالَ شَقِيقٌ : كنْتُ مَعَ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ: قَعَدَ عُمَرُ فِي مَقْعَدِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ (١) فَقَالَ: لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَقْسِمَ مَالَ الْكَعْبَةِ قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفاعِلٍ قَالَ: بَلَى لأَفْعَلَنَّ، قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَأَى مَكَانَهُ وَأَبُو بَكْرٍ (٢) وَهُمَا أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى الْمَالِ فَلَمْ يُحَرِّكَاهُ فَقَامَ فَخَرَجَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ. وَلَفْظهُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَلا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلا قَسَمْتُهُ قُلْتُ: إِنَّ صَاحِبَيْكَ لَمْ يَفْعَلَا، قَالَ: هُمَا الْمَرْآنِ أَقْتَدِي بِهِمَا (٣).

[يخسف بمن يغزو الكعبة]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَفِيهئِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» (٤).


(١) وكان شقيق وعثمان خادم الكعبة جالسين في الكعبة.
(٢) أي رآه.
(٣) الصفراء: الذهب والبيضاء: الفضة؛ فعمر كان جالسًا في الكعبة مع خادمها وأراد أخذ مالها فمنعه عثمان واحتج بأن النبي وأبا بكر تركاه مع اضطرارها إلى المال فقال عمر: هما المرآن العظيمان أقتدي بهما. وانصرف ولم يتعرض لكنزها هذا، ولكن لا مانع من إنفاق ما زاد على حاجتها في المصالح العامة وللفقراء لأن المانع للنبي من أخذه قربهم من الكفر وقد زال؛ ولأنه ككسوة الكعبة القديمة إذا جاءها الكسوة الجديدة فإنها تصرف في مصالحها وفي مصالح المسجد الحرام إذا احتيج لذلك وإلا جاز صرفها للمسلمين ينتفعون بها لبسًا وغيره كما كان عمر يقسمها كل سنة على الحجاج وعليه ابن عباس وعائشة وأم سلمة، قال النووي وهو متعين لئلا تتلف بالبلى، وكانت الكعبة تكسى في الجاهلية وكساها النبي الثياب اليمانية ثم كساها عمر وعثمان وكساها معاوية الديباج وكساها المأمون وكساها المتوكل العباسي والناصر العباسي، ولم تزل الملوك تتداول كسوتها إلى أن وقف لها الصالح ابن الناصر محمد بن قلاوون في القرن الثامن قرية تسمى بيسوس بضواحي مصر في القليوبية وكذا وقفت لها أميرة مصر شجرة الدر المشهورة أوقافًا لا تزال تعمل منها الكسوة إلى الآن، رحم الله الجميع وجزاهم على صنعهم. خير الجزاء، آمين.

يخسف بمن يغزو الكعبة
(٤) سيأتي لغزو الكعبة جيش حتى إذا كان بفلاة من الأرض خسف الله بهم الأرض كلهم حتى=

<<  <  ج: ص:  >  >>