للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ (١)»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَملِ أَهْلِ الْشَّقَاوَةِ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٢)﴾. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ. نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ لِلْيُسْرَى آمِين.

[سورة الضحى]

مكية وهي إحدى عشرة آية

• عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثاً فَجَاءَت

امْرَأَةٌ (٣) فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانَكَ قَدْ تَرَكَكَ لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَالضُّحَى﴾ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٤)﴾. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ فِي غارٍ


(١) أي كتب مكانه فيهما ولكن المسلم يرث مكان الكافر في الجنة وبالعكس كما سبق في التغابن.
(٢) ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى﴾ حق الله في كل شيء ﴿وَاتَّقَى﴾ الله ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ لا إله إلا الله محمد رسول الله ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ نهيئه للجنة ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ بحق الله ﴿وَاسْتَغْنَى﴾ عن ثوابه ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ للنار ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾ سقط في النار وهلك فيها.

سورة الضحى مكية وهي إحدى عشرة آية
(٣) هي العوراء بنت حرب أخت أبي سفيان وهي زوجة أبي لهب التي نزل فيها وامرأته حمالة الحطب، كما يأتي.
(٤) فلما مرض النبي في بيته ثلاث ليال قالت تلك المرأة هذه الكلمة الشنيعة فرد الله تعالى عليها بقوله: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ غطى بظلامه كل شيء ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ ما تركك وما أبغضك يا محمد بل أنت الرسول الحبيب ، وقيل تأخر الوحي خمسة عشر يوما فقال الكفار ودعه ربه وقلاه فرد الله عليهم بهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>