للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ فَبَايَعَهُ عَلَى الإِسْلَامِ فَجَاءَ مِن الْغَدِ مَحْمُوماً فَقَالَ: أَقِلْنِي فَأَبَى ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْضَعُ طَيِّبُهَا» (١).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الإِيْمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا» (٢) رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «آخِرُ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الإِسْلَامِ خَرَاباً الْمَدِينَةُ (٣)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْمَسَاجِدِ فَضْلُ الْمَسَاجِدَ الثَّلَاثَةِ.

الفصل الرابع: في حرمها (٤)

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ (٥) وَدَعَا لِأَهْلِهَا (٦) وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ (٧) كَمَا حَرَّمَ إِبْراهِيمُ مَكَّةَ، وَإِنِّي دَعَوْتُ فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا بِمِثْلَيْ مَا دَعَا بِهِ إِبْراهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ» (٨). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عَلِيَ قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئاً نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللَّهِ وَهذِهِ الصَّحِيفَةَ


(١) فالأعرابي جاء للنبي وبايعه على الإسلام والإقامة بالمدينة فأصبح مريضًا بالحي فطلب من النبي أن يقيله من بيعته مرارًا فلم يجبه النبي فخرج من المدينة فقال من: المدينة كالكير تنفي خبثها. وينصع كيمنع أي يصفو طيبها.
(٢) إن الإيمان ليأرز براء فزاي كيضرب أو كينصر: أي يجتمع وينصاع إلى المدينة كما تنصاع الحية إلى جحرها.
(٣) فالمدينة آخر بلاد الإسلام عمارًا، وفقه ما تقدم أن المدينة تطرد الأشرار وأنها تسمى طابة وطيبة مخففًا ومشدَّدًا. والمدينة، وطايب ككاتب، ودار الأخيار، ودار الأبرار ودار الإيمان، ودار السنة، ودار السلامة، ودار الهجرة، ودار الفتح، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى غالبًا، وأن الإيمان يأوي إليها أي يرتفع من كل بقاع الأرض ولا يكون إلا فيها صلى الله على ساكنها وسلم.

الفصل الرابع في حرمها
(٤) أي في بيان حرمها.
(٥) أي أظهر حرمتها وإلا فالذي حرمها هو الله تعالى.
(٦) بما أخبرنا الله عنه بقوله ﴿رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات﴾ وغير ذلك مما في القرآن.
(٧) أي أظهرت حرمتها.
(٨) ستأتي أدعيته لأهل المدينة في الفصل الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>