للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاَرَقْتَناَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: إِنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّناَ الْجَبَّارَ وَبِحَقِّناَ أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انْقَلَبْناَ (١).

• عَنْ عَلِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهاَ شِرَاءٌ وَلَا بَيْعٌ إِلا الصُّوَرَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهاَ (٢)»، رَوَاهُماَ التِّرْمِذِيُّ (٣) نَسْأَلُ اللَّهَ رِضَاهُ وَالْجَنَّةَ آمِين.

[الزرع والخيل في الجنة لمن يشاء]

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْباَدِيَةِ (٤) أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَسْتَأْذِنُ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقاَلَ اللَّهُ لَهُ: أَوَ لَسْتَ فِيماَ شِئْتَ (٥) قَالَ: «بَلَى وَلكِنْ أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَباَدَرَ الطَّرْفَ نَباَتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْويرُهُ أَمْثاَلَ الْجِباَلِ» فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شئ، فَقاَلَ الْأَعْرَابِيُّ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ لَا تَجِدُ هذَا إِلا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيّاً فَإِنَّهُمْ أَصْحاَبُ زَرْعٍ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعِ فَضَحِكَ النَّبِيُّ (٦)، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّوْحِيدِ.


(١) لقد جالسنا اليوم ربنا الجبار الذي يجبر كسر عباده ويرفع شأنهم فيحق لنا أن نعود لكم بجمال باهر نسأل الله ذلك.
(٢) وكذا إذا اشتهت المرأة صورة كانت فيها، فيظهر من هذا أن نساء الدنيا يحضرن هذا السوق، وهل يحضرن مجلس ربهن فيرونه ويحادثهن، الظاهر نعم لعموم النصوص، وفضل الله واسع؛ ولعلهن ينصرفن قبل الرجال لقوله السابق: فيلقانا أزواجنا فيكون ذلك أدعى وأقوى للشوق والمحبة نسأل الله كامل محبته آمين.
(٣) بسندين غريبين والله أعلى وأعلم.

الزرع والخيل في الجنة لمن يشاء
(٤) هو الأعرابي الآتي.
(٥) أي متمتعا بكل ما تشتهي.
(٦) فرجل من أهل الجنة يقول: يا رب أحب أن أزرع فأذن لي فيقول الله له: ألم تكن متمتعا بكل ما تشتهي؟ فيقول: نعم يا رب، ولكني أحب الزرع فيأذن الله تعالى له فيلقي البذر ففي طرفة عين ينبت ويستوى ويتم أمره ويحصد ويصير أكوامًا كالجبال فيقول الله تعالى: تمتع يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء، فقال أعرابي كان جالسا: يا رسول الله هذا قرشي أو أنصارى فإنهم أصحاب زرع بخلافنا، فضحك النبي من سمة كرم الله ولطفه بعباده حتى يجيبهم في كل شيء جل شأن ربنا وعلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>