(٢) أي من تركها عمدًا فقد بطل عمله، وهذا زجر وتنفير وإلا فلا يحبط العمل إلا الكفر، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾. الله أعلم.
الصلاة الوسطى هي العصر (٣) سمِّيت وسطى لتوسطها بين الصبح والظهر، وبين المغرب والعشاء. (٤) جمع حزب، وهى قريش وغطفان واليهود ومحالفوهم، وكانوا ثلاثة آلاف، تحزبوا وتجمعوا وحشدوا لقتال النبي ﷺ، فلما علم بذلك أمر بحفر الخندق حول المدينة. لصد هجماتهم بإشارة سلمان الفارسي ﵁، لتعودهم عليه في بلادهم، حينما يهاجمون، فجاءت الأحزاب وحاصرت المدينة شهرًا، وحصل بين الطرفين تبادل بالسهام والنبال، حتى أرسل الله عليهم ريحًا باردة تحمل رعبًا شديدًا، فردهم الله بكيدهم وغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال، وستأتي غزوة الأحزاب في الجهاد إن شاء الله. (٥) بدل أو عطف بيان. (٦) أي صلى العصر بين المغرب والعشاء، لاشتغالهم بحرب الأحزاب كل اليوم، وقالت عائشة لمن كان يكتب لها مصحفا: إذا وصلت إلى ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ فأعلمنى، فلما وصل إليها أعلمها، فقالت له: اكتب والصلاة الوسطى وصلاة العصر، فإنى سمعتها من رسول الله ﷺ، رواه الخمسة إلا البخارى، فهذان الحديثان الصحيحان وحديث الترمذى الآتى تصرح بأن الصلاة الوسطى هي العصر، وعليه جمهور الصحب والتابعين والمحدثين والفقهاء وأبو حنيفة وأحمد، وقالت طائفة من العلماء إنها الصبح لتوسطها بين الليل والنهار، وهو المشهور عن مالك والشافعى ﵄، ولعلهما لم تصح عندهما تلك النصوص أو لم تبلغهما، وإلا لقالا إنها العصر، لما ثبت عنهما أنهما قالا إذا صح الحديث فهو مذهبى واضربوا بقولى عرض الحائط، وقيل إنها الظهر لوقوعها وسط النهار. (٧) كمقدس أو كمسجد اسم مكان. (٨) أي فرضت.