للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صيام شعبان]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلًا بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ. رَوَاهُ الأَرْبَعَةُ.

وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ (١). رَوَاهُ التِّرْمِذِي بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

• عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنْ النَّبِيَّ قَالَ لِرَجُلٍ: «هَلْ صُمْتَ مِنْ سَرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئاً»؟ قَالَ: لَا، قَالَ: «فَإِذَا أَفْطَرْتَ مِنْ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ (٢)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.


= وقال أي أشار بأصابعه الثلاثة أي صم من كل شهر حرام ثلاثة أيام، فأصل الصوم مندوب إليه لأنه طاعة يحبها الله ورسوله، ولا سيما في الأشهر الحرم ورجب منها فصار صومة مستحبًّا بل ورد فيه بالخصوص نصوص، فلأبي الفتح عن الحسن: رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي. وللطبراني: من صام يومًا من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشرة لم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه، ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله، فهذان الحديثان وإن كانا ضعيفين ولكنهم اتفقوا على جواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال. والله أعلم

صيام شعبان
(١) فالنبي ، كان يكثر من الصيام في شعبان، بل كان أحيانًا يصومه كله.
(٢) الإشارة في هذا الشهر إلى شعبان، والسرر بالتثليث جمع سرة وهي الوسط أي الأيام البيض. وفي رواية: أصمت من سرر شعبان؟ قال لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين بدل ما عليك، فإنه يظهر أنه كان عليه نذر يومين، أو هذا تأكيد لصيام شعبان، فإنه شهر يغفل الناس عنه لحديث النسائي عن أسامة: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان. قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ولهذا فضله بعضهم على صيام المحرم ويكون الحديث القائل: أفضل الصيام بعد رمضان صيام المحرم أي بعد شعبان، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>