للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ (١)»، رَوَاهُ الخَمْسَةُ (٢).

• عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: باَيَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَأَنْ أَنْصَحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، قَالَ «فَكَانَ جَرِيرٌ إِذَا باَعَ أَوِ اشْتَرَى قَالَ (٣): «أَمَا إِنَّ الَّذِي أَخَذْناَ مِنْكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا أَعْطَيْنَاكَ فاَخْتَرْ»، رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ (٤).

المستشار أمين (٥)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (٦) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْمُسْتَشَارُ مُؤَتَمنُ» (٧)، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٨).

• وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ»، زَادَ فِي روَايَةٍ: «وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ» (٩)، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِمُ (١٠). نَسْأَلُ اللَّهَ حُسْنَ الرِّاوَيَةِ وَكَمَالَ الدِّرَايَةِ آمِين.


(١) وفي رواية وأئمة المؤمنين وعامتهم، ومعنى النصح لله أن ينصح في اعتقاد وحدانيته وكل كمال له تعالى، وفي إخلاص النية في عبادته، والنصح للرسول أن ينصح في اعتقاد نبوته وبذل الطاقة في إجابته، والنصح لكتاب الله تعالى أن ينصح في الإيمان به والعمل بما فيه، والنصح للأئمة أي الولاة إرشادهم للصواب إذا دعت الحال وأمكنه ذلك، والنصح للعامة هدايتهم وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
(٢) وسبق هذا الحديث في كمال الإيمان من كتاب الإسلام والإيمان.
(٣) أي لمن بايعه مبالغة في النصح.
(٤) ولفظه وما قبله لأبي داود، وسبق هذا أيضا في البيعة التي تقدمت مرتين: مرة في الإيمان ومرة في كتاب الإمارة والقضاء، نسأَل الله أن يلهمنا الإخلاص في النصح لعباده آمين.

المستشار أمين
(٥) المستشار هو الذي طلب منه الرأي، والشورى بالضم والقصر، ويقال مشْوَرة - كمفخرة - مشورة بفتح فضم.
(٦) فالله تعالى أمر نبيه محمد وهو أعقل الخلق بأن يستشير أصحابه في كل أمر هام يريده، فتكون الأمة مأمورة بهذا من باب أولى.
(٧) أي صار أمينًا فيما سئل عنه فإن كان يعلم المصلحة قال بها وإلا أحاله على من يعلم إن كان يعرفه وإلا اعتذر، فإن علم الصواب وأرشده إلى غيره كان خائنًا.
(٨) بسند حسن.
(٩) لأنه لما عرض أمره إليه صار أمينا عليه فإذا أشار بغير ما يراه رشدا فقد خان أخاه المسلم.
(١٠) بسند صحيح.
(فائدة) تتأَكد المشورة في الأمور الهامة فإن العواقب =

<<  <  ج: ص:  >  >>