للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا فُلَانُ؟» قَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ الْبَقَرَةِ، قَالَ: «أَمَعَكَ سُورَةُ الْبقَرَةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ إِلا خَشْيَةَ أَلا أَقُومَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فاقْرَؤوهُ وَأَقْرِئُوا (١) فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوَ مِسْكاً يَفُوحُ بِرِيحِهِ كُلُّ مَكَانٍ، وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ وُكِئَ عَلَى مِسْكٍ» (٢).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ الْبَقَرَةُ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ» (٣). رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٤).

فضل آية الكرسي وأواخر البقرة (٥)

• عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وقَالَ: «وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» (٦). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.


(١) فاقرأوه أي لأنفسكم، وأقرئوا أي غيركم.
(٢) أي مليء بالمسك وربط عليه.
(٣) فيه وما قبله أن سورة البقرة لها شأن عظيم لأنها حوت من العلوم والشرعيات وأخبار السالفين والإلهيات ما لم يحوه غيرها.
(٤) الأول حسن والثاني صحيح.

فضل آية الكرسي وأواخر البقرة
(٥) آية الكرسي هي التي ذكر فيها لفظ الكرسي وهي في سورة البقرة آية ٢٥٥ أولها: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، وأواخر البقرة من أول آمن الرسول إلى آخرها.
(٦) أبا المنذر كنية أبي بن كعب، وإنما كانت آية الكرسي أعظم آية في الكتاب لأنها خاصة بالله تعالى وذكر أسمائه وصفاته العلية، وقوله: ليهنك العلم أي ليكن العلم هنيئًا لك ونافعًا لك ورافعًا لذكرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>