للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِغَيْرِ إِذْنِي فَإِنَّهُ غُلُولٌ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. لِهذا دَعَوْتُكَ فَامْضِ لِعمَلِكَ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (١).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ (٢). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضى وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

للأمير استخلاف الثقة (٣)

• عَنْ جُبَيْرٍ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجعَ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ كَأَنَّهَا تُرِيدُ الْمَوْتَ قَالَ: «إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأُتِي أَبَا بَكْرٍ (٤)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.


(١) بسند حسن. وفقه ما تقدم أن الحاكم إذا أخذ خفية من مال المسلمين جاء به يحمله يوم القيامة وله صوت فضيحة له وتشهيرة به على رءوس الأشهاد. قال تعالى: ﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ وكذا قبول الحاكم والموظف للهدية من أهل عمله حرام لأنها مظنة المحاباة وظلم الغير ولأنها كالرشوة الآتية.
(٢) الراشي الذي يعطى الرشوة، والمرتشي الذي يأخذها، واللعن يقتضي التحريم، وفي رواية لأحمد:» لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما» والرشوة بالتثليث ما يعطى الإبطال حق أو لإحقاق باطل، وهي بهذا المعنى حرام على الطرفين باتفاق كما أنها حرام على الحاكم مطلقًا، أما إعطاؤها للوصول إلى حقه أو لدفع ظل عن نفسه فلا بأس به، وعلى هذا بعض التابعين حيث قالوا: لا بأس أن يصانع عن نفسه وماله إذا خاف الظلم. وقال الشوكاني: لا دليل على هذا التخصيص، والحق التحريم مطلقًا لعموم الحديث. ويرد عليه أن الضرورات تبيح المحظورات. والله أعلم.

للأمير استخلاف الثقة
(٣) أي للأمير أن يختار واليًا بعده كما اختار أبو بكر عمر بشرط أن يكون ذكرًا حرًا سليم الحواس قادرًا على الولاية ثقة عادلا.
(٤) فهذه المرأة طلبت من النبي شيئًا لم يكن عنده فأمرها أن تعود بعد مدة فقدرت الموت وقالت: إن جئت فلم أجدك يا رسول الله، قال: اذهبي إلى أبي بكر. وللطبراني» بايع النبي أعرابيًا شيئًا وثمنه إلى أجل، فقال الأعرابي إن جئت ولم أجدك، قال يقضيك أبو بكر، قال إن لم أجده، قال يقضيك عمر» فيهما إشارة إلى أن أبا بكر هو الخليفة بعده ، وكذا إنابته لأبي بكر في الجماعة التي تقدمت فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>