للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَنْهَا قَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ مُنْذُ أُنزِلَتْ، فَهِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ (١). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ» قَالَ: آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ فَأَدُسُّهُ فِي فيهِ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ (٢). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ. نَسْأَلُ اللَّهَ حُسْنَ الْحَالِ آمِين.

سورة هود (٣)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٤)﴾ ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ (٥) وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) فبشراهم في الدنيا هي الرؤيا الصالحة أي المبشرة يراها المسلم لنفسه أو يراها الغير له وسيأتي كتاب الرؤيا واسعًا إن شاء الله.
(٢) فلما قال فرعون تلك الكلمة أخذ جبريل من حال أي طين البحر ودسه في فمه لئلا تدركه الرحمة لأنه طغى وبغى وتكبر وقال أنا ربكم الأعلى فجعله الله عبرة للأولين والآخرين. نسأل الله السلامة آمين.

سورة هود

(٣) سميت بهذا لقول الله تعالى فيها: ﴿وإلى عاد أخاهم هودا﴾.
(٤) ﴿ألا إنهم﴾ أي الكفار ﴿يثنون صدورهم﴾ أي يطوونها على ما في قلوبهم من الكفر ﴿ليستخفوا منه﴾ تعالى ﴿ألا حين يستغشون ثيابهم﴾ أي يتغطون بها كراهة أن يسمعوا القرآن فلا فائدة لهذا فإن الله ﴿يعلم ما يسرون وما يعلنون﴾.
(٥) فكان ناس إذا أرادوا قضاء الحاجة استحيوا من كشف عوراتهم إلى السماء فانعطفوا ومالوا بصدورهم وإذا أرادوا الجماع استحيوا أيضًا من الإفضاء إلى السماء فغطوا رءوسهم استخفاء من الله تعالى فنزلت الآية تقول ﴿يعلم ما يسرون وما يعلنون﴾ ولا مانع من هذا وذاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>