للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ (١) اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ». رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

وَفِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا غَزَا قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ» (٢). رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٣). وَلِأَبِي دَاوُدَ: «ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ»: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً» (٤).

الثبات عند القتال واجب (٥)

قِيلَ لِلْبَرَاءِ : أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَا أَبَا عُمَارَةَ يَوْمَ حُنَيْنِ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ وَلكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّراً لَيْسَ بِسِلْاحٍ (٦) فَأَتُوْا قوْماً رُمَاةً جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ مَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ (٧) فَرَشَقُوهُمْ رَشْقاً مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ فَأَقْبَلُوا هُنَالِكَ إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ (٨) فَنَزَلَ وَاسْتَنْصَرَ (٩) ثُمَّ قَالَ:

أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ … أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ


(١) منزل ومجري وهازم منصوبة على النداء، والأحزاب: الكفار الذين تحزبوا على قتال النبي .
(٢) بك أحول: أحتال في دفع كيد العدو ومكره وشره، وبك أصول: أحمل على العدو وأغلبه وأستأصله.
(٣) بسند حسن.
(٤) النداء: الأذان، والبأس: القتال، والله أعلم.

الثبات عند القتال واجب
(٥) لأنه عدة المجاهد العظمى.
(٦) حسرا جمع حاسر أي ليس أحدهم متلبسا بسلاح لا درع ولا مغفر وفي رواية: ليس عليهم كثير سلاح.
(٧) أي يخطئ.
(٨) وفي رواية. كان ابن عمه هذا آخذا بركابه والعباس عمه آخذا بلجام البغلة.
(٩) أكثر من قوله: اللهم أنزل نصرك، وحاصل هذه الوقعة باختصار كما يأتي في غزوة حنين أن جيش المسلمين حين التقي بالمشركين وقامت الحرب =

<<  <  ج: ص:  >  >>