للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَلِلْبُخَارِيِّ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُوءَيِّدُ هذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» (١).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «شَرُّ مَا فِي الرَّجُل شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعُ» (٢).

• عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ: «مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتِي يَحِبُّهَا اللَّهُ ﷿ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيَبةِ (٣)، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَة. وَإِنَّ مِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يحِبُّ اللَّهُ: فَأَمَّا الْخُيَلَاءُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ عِنْدَ اللِّقَاءِ (٤) وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ (٥)، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ ﷿ فَاخْتِيَالُهُ فِي الْبَغيِ وَالْفَخْرِ» (٦). رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ.


= لم يلبث المشركون أن انهزموا فأكب المسلمون على الغنائم فأحاط بهم الكفار ورشقوهم بالنبل ففروا، بعضهم مدبر وبعضهم لاجئ إلى النبي ، فأمر العباس فنادى الأصحاب فأسرعوا إليه فصفهم النبي ثم حملوا عليهم وأخذ النبي حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: انهزموا ورب محمد، قال العباس: فرأيت حدهم كليلا وأمرهم مدبرا وانهزموا بعون الله تعالى القائل ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾.
(١) سببه أنهم لما كانوا في غزوة خيبر قاتل رجل من المسلمين قتالا شديدا وأقمع الكفار، فأعجب به المسلمون، فقال : إنه من أهل النار، فجرحه الكفار جرحًا بليغا فلما دخل الليل لم يصبر فقتل نفسه لأنه كان منافقًا؛ فلما علم بذلك النبي ، قال: إني عبد الله ورسوله وذكر الحديث، ومنه العالم الفاسق والحاكم الجائر، نسأل الله حسن الخاتمة آمين.
(٢) فشر أوصاف الرجل شح أي بخل شديد إن استخرج منه الواجب أو تصدق أنزل به الهلع أي الجزع الشديد، وجبن خالع شديد كأنه يخلع فؤاده وقلبه، فمفهومه أن السخاء والجرأة خير أوصاف الرجل، بخلاف المرأة فهما فيها مذمومان لأنهما مظنة التبديد والتفريط في الأعراض.
(٣) في الشك وعلامات الشر.
(٤) عند الحرب فيه تشجيع لغيره.
(٥) لدلالته على السماحة وربما كان فيه تشجيع لغيره على الصدقة.
(٦) الظلم والتفاخر على المساكين، نسأل الله حسن الأخلاق آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>