للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغنى في القناعة (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى﴾ (٢) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثرةِ الْعَرَضِ وَلكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ» (٣).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْماَلِ وَالْخَلْقِ (٤) فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَلا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكمْ» (٥)، رَوَى الثَّلَاثَةَ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ يَأْخُذ عَنِّي هؤُلَاءِ الْكَلِماَتِ فَيَعْمَلَ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ، قُلْتُ: أَناَ ياَ رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ: «اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ (٦)،


الغنى في القناعة
(١) القناعة: هي الرضا بالميسور واليأس مما في أيدي الناس توكلا على الله تعالى.
(٢) ﴿ووجدك عائلا﴾ فقيرا ﴿فأغنى﴾ قنعك بما يسر لك من الغنيمة وغيرها.
(٣) فليس الغنى بكثرة الأعراض والأموال فربما كان كثيرها وهو فقير النفس حريص على جمع المال ولكن الغنى الحقيقي الذي فيه راحة الجسم والقلب هو غنى النفس ورضاها بما قسم الله تعالى.
(٤) الشكل والصورة والأولاد.
(٥) فلا ينبغي للشخص أن ينظر إلى من هو أحسن منه جمالا أو ولدا أو مالا فإنه يحزنه وينسيه حمد الله وشكره، قال تعالى ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١)﴾ بل الأدب أن ينظر إلى من هو أقل منه في ذلك فهو أدعى لتعظيم النعمة وشكرها، وهذا في أمور الدنيا، أما في الأعمال الصالحة فالمطلوب النظر إلى من هو أعلا منه أملا في اللحاق به لحديث: "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا: من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله عليه ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به" وأما من نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته فإنه لا يكتب شاكرا ولا صابرا، بل يكون ملوما محسورا.
(٦) اجتنب المحرمات وافعل الواجبات تكن من العابدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>