للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الثاني: في فضل التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (١).

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ﴾ (٢) وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ (٣) وَجَعَلَ الظُّلُمَتِ وَالنُّورَ (٤) ﴿ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (٥)، صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «كلِمَتاَنِ خَفِيفَتاَنِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتاَنِ فِي المِيزَانِ (٦) حَبِيبَتاَنِ إِلَى الرَّحْمن: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيم (٧)» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِياَضِ الْجَنَّةِ فاَرْتَعُوا»،


= بعضهم من الأسماء الحسنى بل قال بعضهم إنه الاسم الأعظم ولا يقال إذا عد من الأسماء زادت على التسعة والتسعين لأنا نقول إنه لا ضرر في هذا فلم يقصد من الحديث الحصر كما سبق لأنه ورد في غير الرواية السابقة أسماء كالمنان وبديع السموات والأرض في الحديث الأخير هنا، بل وفي رواية للحاكم وأبي نعيم زيادة الحنان والمنان والفرد والكافي والنصير والجميل والصادق والمحيط والوتر والفاطر والسلام والمليك والمدبر وذو الطول وذو المعارج والخلاق وذو الفضل العظيم، وفي رواية لابن ماجه: زيادة أسماء وهي الأبد والسامع والمبين والبرهان، فهذه كلها تفيد أن أسماء الله كثيرة ولكن أصح ما ورد فيها رواية الكتاب وهي التي اشتهرت في الأمة، نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى آمين.

الباب الثاني في فضل التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل
(١) " سبح لله" نزهه أي ذكره وعبده بعبارات التنزيه كل "ما في السموات والأرض" بل وهما وهو العزيز الحكيم" في صنعه وفعله.
(٢) فما من شيء موجود إلا وهو يسبح الله تعالى وبحمده بقوله: سبحان الله وبحمده فأعظم وأظهر شعار في عبادة الخلائق لله تعالى: التسبيح والتحميد.
(٣) عظم الحمد لربنا تعالى حتى حمد نفسه بنفسه ولنا به تعالى قدوة حسنة فله الحمد بقدر فضله وإحسانه وله الشكر بقدر علمه وكماله.
(٤) خلق كل ظلمة وكل نور.
(٥) أي مع قيام هذا البرهان يسوون غيره به في العبادة بعبادتهم الأوثان.
(٦) ميزان الحسنات في الآخرة.
(٧) فالكلمتان إحداهما: سبحان الله وبحمده وثانيهما: سبحان الله العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>