كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

كتاب التفسير - سورة الذاريات - ج: 4 - ص: 243

سورة الذاريات (١)

مكية وهي ستون آية

﷽

• عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ ﵁ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ (٢) فَذَكَرْتُ عِنْدَهُ وَافِدَ عَادٍ فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِثْلَهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَمَا وَافِدُ عَادٍ (٣)»؟ قُلْتُ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ (٤) إِنَّ عَاداً لَمَّا أَقْحَطَتْ بَعَثَتْ قَيْلًا (٥) فَنَزَلَ عَلَى بَكْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (٦) فَسَقَاهُ الْخَمْرَ وَغَنَتْهُ الْجَرَادَتَانِ (٧) ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ جِبَالَ مَهَرَةَ (٨) فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ وَلَا لِأَسِيرٍ فَأُدَادِيَهُ فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا كُنْتَ مُسْقِيَهُ وَاسْقِ مَعَهُ بَكْرَ بْنَ مُعَاوَيَةَ (٩) فَرُفِعَ لَهُ سَحَابَاتٌ فَقِيلَ لَهُ: اخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ فَاخْتَارَ مِنْهُنَّ السَّوْدَاءَ فَقِيلَ لَهُ خُذْهَا رَمَاداً رَمْدَداً لَا تَذَرُ مِنْ عَادٍ أَحَداً (١٠) وَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُرْسَلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ إِلا قَدْرُ هذِهِ الْحَلْقَةِ يَعْني حَلْقَةَ الْخَاتَمِ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ ﴿مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (١١)﴾. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ. نَسْأَلُ اللَّهَ حُسْنَ الصِّنَاعَةِ وَالرِّوَايَةِ آمِين.

---

سورة الذاريات مكية وهي ستون آية
(١) الذاريات هي الرياح التي تذرو الهشيم والتراب.
(٢) وفي رواية: قدمت على رسول الله ﷺ أشكو العلاء بن الحضرمي (وكان واليًا عليهم) فدخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس وفيه رايات سود تخفق وبلال متقلد بسيفه بين يدي رسول الله ﷺ؛ قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص في جيش.
(٣) النبي ﷺ يعرفه ولكنه يريد أن يسمع عنه.
(٤) مثل سائر في العرب أي على الخبير بهذا سقطت.
(٥) بعثت رجلا اسمه قيل إلى الحرم يستسقى لهم.
(٦) بمكة المكرمة ومكث عنده شهرا.
(٧) جاريتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء.
(٨) ليقف عليها ويطلب من الله السقيا. ومهرة كبقرة حي من العرب.
(٩) يشكر له حسن ضيافته له.
(١٠) فظهرت له في السماء عدة سحابات وسمع منها من يقول له اختر إحداهن؛ فاختار السوداء فقيل له خذها رمادا رمددا أي متناهية في الشدة والحرارة وهذا للمبالغة كيوم أيوم وليل أليل.
(١١) ﴿وفي عاد﴾ وفي هلاكهم آية على وحدانيته جل شأنه ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ التي =