للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةَ وَالنَّارُ (١) فَقَالَتِ النَّارُ: أَوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ (٢)، قَالَ اللَّهُ ﷿ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَلْؤُهَا (٣) فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطٍ قَطٍ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ ﷿ مِنْ خَلْقِهِ أَحَداً، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ ﷿ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقاً (٤)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِيِّ لَيْلَةً فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ (٥) كَمَا تَرَوْنَ هذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ (٦) فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٧)﴾. رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (٨)﴾.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا (٩). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.


=امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ فجهنم عظيمة جدا ولا تزال تقول هل من مزيد حتى يتجلى الله عليها بالقهر فتخضع وتذل وتقول قط قط أي حسبي فقد اكتفيت.
(١) تخاصمتا بلسان الحال أو المقال.
(٢) السقط كسبب الساقط من أعين الناس لتواضعه وذله لربه تعالى.
(٣) وفي نسخة ولكل منكما ملؤها.
(٤) لم تعمل خيرا فتملأها، وفي رواية لمسلم: يبقى من الجنة ما شاء الله ثم ينشئ الله لها خلقًا مما يشاء. وفي رواية: لا يزال في الجنة فضل أي زائد فينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة.
(٥) في الجنة إن شاء الله.
(٦) لا ينالكم ضيم وظلم في رؤيته برؤية البعض دون البعض وستأتي رؤية الله في كتاب القيامة.
(٧) فالتسبيح قبل طلوع الشمس بصلاة الصبح وقبل الغروب بصلاة العصر، وتقدم هذا في فضائل الصلاة.
(٨) ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ﴾ بصلاة العشاءين ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾ بصلاة النوافل عقب الفرائض كذا قال المفسرون.
(٩) وقال ابن عباس : هو التسبيح عقب الصلاة. وقد سبق في كتاب الصلاة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>