للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: قَدْ عَدَلْنَا بِاللَّهِ وقَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَأَتَيْنا الْفَوَاحِشَ (١) فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً﴾ ﴿فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ: الدُّخَانُ، وَالْقَمَرُ، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، وَاللِّزَامُ. فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (٢). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

سورة الشعراء (٣)

مكية وهي مائة وست وعشرون آية

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ يَرَى أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ وَالْقَتَرَةُ (٤)»، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَلا تُخْزِنِي


(١) فلما نزلت ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ قال كفار مكة: قد فعلنا هذه الأمور فما فائدة الإسلام فنزلت ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ منهم ﴿وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ بفعل الواجبات والبعد عن المحرمات ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ يمحو السيئات ويثبت مكانها الحسنات من عمل الصالحات، ولا يبعد تبديل كل سيئة مضت بحسنة، بمجرد الدخول في الإسلام والاستقامة.
(٢) خمس من الآيات قد مضين أي وقعن: الدخان المذكور في قوله تعالى ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ والقمر المذكور في قوله تعالى ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ والروم في قوله تعالى ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ والبطشة المذكورة في قوله تعالى ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى﴾ وهو قتلهم ببدر، واللزام العذاب بما وقع لهم في بدر كذا قال عبد الله وفريق، وقال آخرون: ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ أي سيكون العذاب ملازمًا لكم في الآخرة وهو النار الخالدة نعوذ بالله منها آمين.

سورة الشعراء

(٣) سميت بهذا لقوله تعالى فيها ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾.
(٤) الغبرة والقترة سواء كالدخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>