للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة المعارج (١)

مكية وهي أربع وأربعون آية

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ فِي قَوْلِهِ كَالْمُهْلِ قَالَ: «كَعَكَرِ الزَّيْتِ فَإِذَا قُرِّبَ إِلى وَجْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ (٢)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٣).

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً﴾ ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً﴾ ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٤)﴾.

أَتِيَ النَّبِيُّ مَالاً فَأَعْطَى قَوْماً وَمَنَعَ آخَرِينَ فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا فَقَالَ: «إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعَ الرَّجُلَ وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي. أُعْطِي أَقْوَاماً لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَاماً إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ»، فَقَالَ عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ حُمْرَ النَّعَمِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّوْحِيدِ. نَسْأَلُ اللَّهَ خَالِصَ التَّوْحِيدِ آمِين.


سورة المعارج مكية وهي أربع وأربعون آية
(١) سميت بهذا لقوله تعالى ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ﴾ مصاعد الملائكة في السموات، جمع معرج وهو المصعد.
(٢) فروة الوجه: جلدته، والمهل: عكر الزيت ورديئه وهذا وصف شراب أهل النار. وقيل ذائب الفضة وهو المناسب لوصف السماء.
(٣) بسند غريب.
(٤) فالأصل في طبع الإنسان الهلع، أي إذا مسه الشر كان جزوعا: شديد الجزع قليل الصبر وإذا مسه الخير أي المال كان منوعا حريصا عليه مانعًا لحق الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>