(٢) اقصدوا صواب العمل وتوسطوا فيه وأبشروا عليه بالخير العظيم. (٣) فأحب العمل عند الله ما دام وإن كان قليلا وسبق هذا في كتاب الإسلام والإيمان، فاتضح من هذا أن دخول الجنة بخالص فضل الله تعالى ولا يستحقها أحد بعمله وإن عبد الله من أول الدنيا إلى آخرها لأن عمله ينتهي ونعيم الجنة خالد لا ينتهي ولأن الأعمال توفيق وعناية من الله تعالى ولأن الجنة سلعة الله الغالية التي لا يقدر على ثمنها أحد، ولا يرد قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ وقوله تعالى ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ونحوها مما يدل على أن الجنة بالأعمال لأن المراد منها أن الأعمال والهداية سبب في الجنة وليست بموجبة لها كما في هذه الأحاديث، وقيل: إن الأعمال للمنازل في الجنة ودخولها بمحض فضل الله تعالى كما روي: ادخلوها بفضل الله واقتسموها بأعمالكم نسأل الله الجنة من فضله آمين.
رفع الأمانة (٤) الأمانة ضد الخيانة أو هي التكاليف، أي بيان نزول الأمانة في الناس ورفعها منهم حتى يكون الأمين كالعدوم أو معدوما، والأمين من تأمنه على العرض والنفس والمال. (٥) الجذر بالفتح والكسر: الأصل. فنزول الأمانة الحديث الأول ورفعها الحديث الثاني.