للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ قَرِيباً مِنْ صَاحِبِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيباً منْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ (١) فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ (٢): أَيُّمَ هذَا (٣) قَالَ: هذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ قَالَ: لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ قَالَ: إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ قَالَ: مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا (٤) فَقَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي فَأَحْتِسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي (٥). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

[بعث علي وخالد بن الوليد إلى اليمن]

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ (٦) قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذلِكَ مَكَانَهُ فَقَالَ لِعَلِيَ: «مُرْ أَصْحَابَ خَالِدٍ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ» فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَبَ مَعَهُ فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ (٧).


(١) غلت يداه في عنقه أي ربطتا فيه لئلا يتمكن من الهرب.
(٢) هذا اسم أبي موسى.
(٣) بفتح الياء وضمها وحذفت الألف من لفظ ما تخفيفا أي أي شيء هذا.
(٤) هذا من فواق الناقة وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب ثانيا، أي لا أقرأ وردي من القرآن مرة واحدة بل في عدة أوقات على حسب ما يتيسر لي ليلا أو نهارا.
(٥) أما معاذ فكان ينام أول الليل ويقوم آخره للتهجد والقرآن فيلتمس الثواب من نومه لراحة جسمه لعبادة ربه كما يلتمسه من قومته عابدًا لربه تعالى، فلم تشغلهم الولاية وعبؤها الثقيل عن طاعتهم لله تعالى ليلا ونهارا وحشرنا في زمرتهم آمين.

بعث عليّ وخالد بن الوليد إلى اليمن
(٦) هذا بعد رجوعهم من الطائف وقسمة غنائم حنين بالجعرانة.
(٧) فالنبي بعث خالدا إلى اليمن ثم عاد بأصحابه الذين كانوا معه ثم بعث عليًا مكانه وأمره أن يأخذ من أصحاب خالد من شاء منهم أن يعود فعاد البراء مع عليّ فغنم عدة أوراق من الذهب، وقال بريدة: بعث النبي عليًا إلى خالد ليقبض=

<<  <  ج: ص:  >  >>