للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِداً وَاحِداً وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْداً وَرِيحاً كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَالَ عِنْدَنَا (١) فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ فَقَالَ: «يا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟» قَالَتْ: هذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ. رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ.

[كلام النبي ]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ (٢). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ: وَلكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ يَلْفَظُه مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يُحَدِّثُ حَدِيثاً لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لِأَحْصَاهُ (٣). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ كَلَاماً فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ (٤).

• عَنْ جَابِرٍ قالَ: كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ تَرْتِيلٌ وَتَرْسِيلٌ (٥). رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ فِي الْأَدَبِ.


(١) فقال عندنا، أي نام وقت القيلولة فصارت أم سلمة تسلت عرقه بيدها وتضعه في قارورة فلما سألها قالت نجعله في الطيب. وفي رواية: نجعله في طيبنا ونرجو بركته لصبياننا قال أصبت، فكان طيب ريحه من صفته وإن لم يمس طيبًا كرامة ومعجزة له . ومع هذا كان يستعمل الطيب في كثير من الأوقات مبالغة في طيب ريحه لملاقاة الملائكة، وأخذ الوحي الكريم ومجالسة المسلمين وليكون لهم قدوة حسنة.

كلام النبي
(٢) سرد الحديث تتابعه والعجلة فيه، والفصل: القول الحق والبين الواضح.
(٣) أي لو أراد السامع أن يعد كلماته وحروفه لأمكنه.
(٤) لبيانه ووضوحه.
(٥) الترتيل والترسيل ضد العجلة، فكان كلام النبي لا سقط ولا عيب فيه ولا عجلة فيه، بل كان فصلا فصيحًا واضحًا بينا لكل سامع. وفيه ترتيل وترسيل كحبات اللؤلؤ إذا توالت في عقدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>