للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنهار الجنة وعيونها]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (١)﴾. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (٢)﴾. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٣)﴾، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ (٤)﴾ ﴿وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (٥)﴾ ﴿وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (٦)﴾ ﴿وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى (٧)﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهاَرِ الْجَنَّةِ (٨)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ: «ذَاكَ نَهَرٌ أَعْطاَنِيهِ اللَّهُ ﷿ فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَياَضًا مِن اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ فِيهِ طَيْرٌ أَعْناَقُهاَ كَأَعْناَقِ الْجُزُرِ»، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ هذِهِ لَناَعَمِةٌ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ : «أَكَلَتُهاَ أَنْعَمُ مِنْهاَ (٩)».


أنهار الجنة وعيونها
(١) ﴿مَثَلُ﴾ أي صفة ﴿الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾ ما نقصّ عليكم ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ﴾ مأكولها دائم ﴿وَظِلُّهَا﴾ دائم لا تنسخه شمس لعدمها في الجنة ﴿تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ هذه الجنة عاقبة من اتقوا الشرك وهم المسلمون ﴿وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾.
(٢) ﴿فِيهِمَا﴾ أي في الجنتين المذكورتين قبل ﴿عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ أي دائما.
(٣) فوارتان يفور الماء منهما بلا انقطاع.
(٤) غير متغير بخلاف ماء الدنيا فإنه يتغير لأي شيء يصيبه.
(٥) بخلاف لبن الدنيا فإنه يتغير بأقل شيء بل وبمرور زمن قليل.
(٦) لذيذ للشاربين بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند شربها.
(٧) خالصا بخلاف عسل الدنيا فإنه يخرج من بطون نحله يخالطه شمع وغيره.
(٨) فسيحان: نهر أذنة، وجيحان: نهر المصيصة وكلاهما بأرض الأرمن، والفرات بالعراق، والنيل بمصر، ومعنى أنها من أنهار الجنة أنها تسقي المسلمين الذين سيكونون في الجنة، أو أن بعض مائها من أنهار الجنة، أو أن البركة التي فيها من أنهار الجنة وكل ممكن وجائز وسهل على قدرة الله تعالى.
(٩) إنها لناعمة أي شهية لذيذة، وأكلتها أنعم منها أي أبهى منظرا منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>