للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا (١) فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ فَقَدِ اسْتَحْياَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَياَءِ (٢)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَالْحَاكُمِ (٣).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْحَياَءُ مِنَ الْإِيماَنِ وَالْإِيماَنُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفاَءُ والجَفاءِ فِي النَّارِ (٤)».

• عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْحَياَءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتاَنِ مِنَ الْإِيماَنِ وَالْبَذَاءُ وَالْبَياَنُ شُعْبَتاَنِ مِنَ النِّفاَقِ (٥)»، رَوَاهُماَ التِّرْمِذِيُّ (٦)، واللَّهُ أَعْلَمُ.

ومنها التواضع (٧)

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْاباَءِ (٨) مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفاَجِرٌ شَقِيٌّ (٩) أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّماَ هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلانِ (١٠)


(١) المحرمة: كلبس الذهب والحرير الخالص للرجال، أما الحلال فلا، لقوله تعالى ﴿قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده﴾.
(٢) ومضمون الحديث: أن الحياء الكامل ترك المنهيات وفعل المأمورات وتذكر الموت والآخرة.
(٣) بسند صحيح.
(٤) البذاء كسماء: السفه وفحش القول، والجفاء: قسوة القلب وغلظة، وفي رواية: ما كان الفحش في شيء إلا شأنه وما كان الحياء في شيء إلا زانه.
(٥) فالحياء والعى أي ضعف اللسان وقلة كلامه، شعبتان أي فرعان من الإيمان، والبذاء والبيان أي الفصاحة في القول الذي لم يوافقه العمل فرعان من النفاق.
(٦) الأول بسند صحيح والثاني بسند حسن.
نسأل الله حسن الحال في الحال والمآل آمين.

ومنها التواضع
(٧) التواضع من الضعة: وهي الذل والهوان، والمراد به هنا الخشوع لله تعالى ولين الجانب للعباد وقبول الحق ممن قاله أيا كان، وهو نعمة لا يحسد الشخص عليها بل هو موجب للرفعة والاصطفاء لقوله في الحديث السابق في العفو: وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، ولما ورد في الحديث القدسي: قال الله تعالى "نظرت إلى قلوب الخلائق أجمع فلم أجد قلبًا أشد تواضعًا من موسى فلهذا اصطفيته وكلمته".
(٨) عبية بضم فكسر مع التشديد: الكبر والتعظم.
(٩) فالناس قسمان مؤمن وفاجر والسعيد الأول ولا عبرة بالآباء والأجداد وما كانوا عليه ولا بالدنيا وزخرفها ومظاهرها.
(١٠) الجعلان بالكسر جمع جعل - كصرد - وهي دويبة صغيرة سوداء توجد كثيرا في مراح البقر والجواميس وتجمع الروث وتدخره وتموت بريح الورد وكل طيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>