للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزوة أحد (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢)﴾ ﴿إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٣)﴾ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ جَيْشاً عَلَى الرُّمَاةِ (٤) وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ (٥) وَقَالَ: «لَا تَبْرَحُوا (٦) إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا

فَلَا تُعِينُونَا (٧)» فَلَمَّا لَقِينَاهُمْ هَرَبُوا حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ (٨) يَشْتَدِدْنَ فِي الْجَبَلِ يَرْفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلهُنَّ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ (٩)، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ إِلا تَبْرَحُوا فَأَبَوْا فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ (١٠)


غزوة أحد
(١) أحد: بضمتين، جبل بقرب المدينة من جهة الشام كانت فيه الوقعة المشهورة في شوال سنة ثلاث من الهجرة وكان المسلمون سبعمائة أو تسعمائة وفرسان أحدها مع النبي والآخر مع أبي بردة بن نيار، وكان الكفار ثلاثة آلاف رجل ومعهم مائتا فرس.
(٢) ﴿وإذ غدوت من أهلك﴾ من المدينة ﴿تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال﴾ توقفهم في مواقفهم من الميمنة والميسرة والمؤاخرة والقلب والمقدمة ﴿والله سميع عليم﴾.
(٣) ﴿إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا﴾ وهما بنو سلمة وبنو حارثة جناحا العسكر همتا بالجبن والرجوع لما رجع عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وقالوا: علام نقتل أبناءنا وأولادنا لو نعلم قتالا لاتبعناكم ﴿والله وليهما﴾ ناصر لهاتين الطائفتين ﴿وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾.
(٤) أي بالنبل وكانوا خمسين رجلا.
(٥) أخا بني عمرو بن عوف أهل قباء.
(٦) حتى أرسل إليكم.
(٧) إن غلبناهم أو غلبونا فلا تحولوا عن مكانكم.
(٨) أي المشركات يسعين في الجبل كاشفات عن أرجلهن فارات مع رجالهن الذين انكسروا.
(٩) فلما هزم المشركون صار المسلمون يقولون: خذوا الغنيمة، هلموا إليها.
(١٠) لما نصحهم رئيسهم عبد الله أبوا وقالوا: ليس هذا مراد النبي ، وذهبوا يجمعون الغنائم من رحال المشركين ولم يبق من الرماة إلا عبد الله وبضع معه فرأى فرسان المشركين وعلى رأسهم خالد بن الوليد خلو الجبل من الرماة فانقضوا عليهم فقتلوهم وانحلت صفوف المسلمين ودارت رحى الحرب بغير نظام =

<<  <  ج: ص:  >  >>