للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ لَهَا: «إِذَا كَانَ دَمُ الحَيْضِ (١) فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ (٢) فَإِذَا كَانَ ذلِكِ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ (٣) فَإِذَا كَانَ الآخَرُ (٤) فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ (٥)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ (٦).

تتحيض غالب الحيض (٧) أو (٨) تجمع الصلاتين بعد الغسل

• عَنْ حَمْنَةَ (٩) بِنْتِ جَحْشٍ (١٠) قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَرَى فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاة وَالصَّوْمَ؟ قَالَ: «أَنْعَتُ لَكِ الكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ (١١)» قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ قَالَ: «فَاتَّخِذِي ثَوْباً (١٢)» قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجّاً (١٣) قَالَ: «سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا (١٤) فَعَلْتِ أَجْزَى عَنْكِ مِنَ الآخَرِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ (١٥) إِنَّمَا هذِهِ


(١) كان تامة أي جاء.
(٢) أي تعرفه النساء بقوته التى علامتها السواد والثخانة والنتن.
(٣) وغيرها من أي عبادة واعتبريه حيضًا.
(٤) أي الذي ليس بتلك الصفة.
(٥) أي الدم الضعيف دم عرق انقطع كدم سال من ظاهر الجسم فلا يوجب غسلا كدم الحيض السائل بالجبلة والطبيعة.
(٦) بسند حسن. وفى هذا رد لفاطمة إلى اعتبار صفة الدم بجعل القوى منه حيضا، والضعيف استحاضة، ولا يعارض ما سبق لاحتمال نسيان عادتها بعد أن أفتاها بالرجوع لها فأفتاها باعتبار صفة الدم، أو خيرها بين هذه وتلك، فالمميزة لدم الاستحاضة تعمل القوى حيضا وغيره استحاضة سواء كانت مبتدأة، أي لم يسبق لها حيض قبل هذا الدم، أو معتادة ولكنها نسيت، وعلى هذا كثير من الفقهاء ومنهم الشافعي. بقيت التى لم تميز سواء كانت معتادة ونسيت وهى المتحيرة، أو مبتدأة وسيأتى حكمها في حديث حمنة بنت جحش الذي قال به فريق من العلماء.

تتحيض غالب الحيض أو تجمع الصلاتين بعد الغسل
(٧) أي تجعل نفسها حائضا ستا أو سبعا.
(٨) للتخيير.
(٩) كرحمة.
(١٠) كعبد وهى أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين.
(١١) أي أصف لك القطن فضعيه في الفرج بعد بله بالزيت، فإنه يوقف الدم ويشفى.
(١٢) خرقة كبيرة من ثوب، تحفظى بها.
(١٣) بالمثلثة والجيم أصبه صبا لكثرته.
(١٤) مفعول مقدم لفعلت.
(١٥) أي بما تختارينه منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>