للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَتَى شَجَرَةً فاَضْطَجَعَ فِي ظِلِّهاَ قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْناَ هُوَ كَذلِكَ إِذَا هُوَ بِهاَ قاَئمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا (١)» ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَناَ رَبُّكَ» أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ (٢)، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يا أيُّها النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ (٣)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ (٤)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وقت التوبة (٥)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ﴾ (٦) ﴿وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾ (٧).


(١) أي زمامها الذي تقاد به.
(٢) فالله تعالى أشد فرحا بعبده إذا تاب إليه من رجل كان مسافرا وحده فضاعت منه راحلته بطعامه وشرابه فبحث عنها حتى تعب وأيس منها فوجد شجرة فنام تحتها برهة فاستيقظ فوجد راحلته فأخذ بزمامها وأراد أن يحمد الله بقوله: أنت ربي وأنا عبدك؛ فأخطأ فقال: أنت عبدي وأنا ربك.
(٣) بالاستغفار السابق في حديث زيد أو في حديث ابن عمر أو نحوهما.
(٤) كل بني آدم خطّاء، فيه استعداد للخطأ كقوله تعالى: ﴿إن الإنسان لفي خسر﴾ وخيرهم وأجلّهم إلى الله كثير التوبة عند كل هفوة، قال الله تعالى ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ وبالله التوفيق.

وقت التوبة
(٥) فالتوبة مقبولة في كل وقت إلا إذا جاءت الغرغرة وعلامات الموت، وإلا إذا طلعت الشمس من مغربها فلا تقبل التوبة عند واحدة منهما لا يأتي.
(٦) ﴿وليست التوبة﴾ نافعة ﴿للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت﴾ وأخذ في النزع ﴿قال﴾ عند مشاهدة ما يحل به ﴿إني تبت الآن﴾.
(٧) ﴿ولا الذين يموتون وهم كفار﴾ أي وليست التوبة مقبولة من الكفار إذا أسلموا عند الموت فلا تنفعهم بل لهم العذاب الأليم ومن هذا قوله تعالى عن فرعون ﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١)﴾ أي لا يقبل إيمانك الآن لأنه ليس لله تعالى وقد ادعيت الربوبية واضطهدت رسولك والمسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>