للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة المائدة (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلَامَ دِيناً﴾ (٢). صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ عَلَيْنَا أُنْزِلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ لَاتَّخَذْنَا ذلِكَ الْيَوْمَ عِيداً فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ هذِهِ الْآيَةُ أُنْزِلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ (٣). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالشَّيْخَانِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (٤).

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَقَطَتْ قِلَادَةٌ لِي بالْبَيْدَاءِ وَنَحْنُ دَاخِلُونَ الْمَدِينَةَ فَأَنَاخَ النَّبِيُّ وَنَزَلَ فَثَنَى رَأْسَهُ فِي حِجْرِي راقِداً


= في شأن الحرب، والمائدة آخر ما نزل في غير الحرب، و ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾ آخر ما نزل من السور القصيرة، وآية الكلالة آخر ما نزل في المواريث فلا ينافي ما تقدم في سورة البقرة آخر آية نزلت آية الربا وكذا ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ والله أعلم وعلمه أتم وأكمل.

سورة المائدة
(١) سميت بذلك لقول عيسى : اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء.
(٢) اليوم أكملت لكم دينكم ببيان أحكامه وأتممت عليكم نعمتي ورضيت أي اخترت لكم الإسلام دينا.
(٣) ولفظ البخاري: إني لأعلم حيث أنزلت وأين أنزلت وأين رسول الله ، أنزلت يوم عرفة وأنا والله بعرفة؟ واليهودي الذي سأل هو كعب الأحبار قبل إسلامه وقد أسلم في خلافة عمر ، - فنزول هذه الآية في عرفة التي هي أظهر معالم الحج وفي يوم جمعة الذي هو عيد الأسبوع معلنة بإكمال الدين وإتمام النعمة، واختيار أحسن الأديان جدير بأن يكون من أعظم الأعياد فلله مزيد الحمد ووافر الشكر.
(٤) الطيب: الطاهر؛ والصعيد: التراب والرمل أو كل ما كان من جنس الأرض، والحرج: الضيق والمشقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>