للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناقب الحسن والحسين (١)

سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنِ الْمُحرِمِ يَقْتُلُ الذُّبَابَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبَابِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَقَالَ النَّبِيُّ : «هِمَا رَيْحانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا (٢)». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ابْنَ عُمَرَ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْظُرُوا إِلَى هذَا يَسْأَلُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا».

• عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ: «ابْنِي هذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣)». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: «إِنَّ ابْنِي هذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فِئَتَيْنِ عِظِيمَتَيْنِ».


مناقب الحسن والحسين
(١) الحسن والحسين ولدا عليّ من فاطمة الزهراء ويكنى الحسن بأبي محمد، وولد في رمضان سنة ثلاث من الهجرة ومات بالمدينة مسمومًا سنة خمسين عن سبع وأربعين سنة، والحسين يكنى بأبي عبد الله وولد في شعبان سنة أربع من الهجرة واستشهد بكربلاء في العراق سنة إحدى وستين عن سبع وخمسين سنة أجمعين.
(٢) فرجل عراقي سأل ابن عمر عن المحرم إذا قتل الذباب ما يلزمه، وفي الرواية الثانية: عن دم البعوض إذا أصاب ثوبًا، فندد عليه ابن عمر لأنه يسأل عن الحقير وقد فعلوا الأمر الخطير، وهو قتل الحسين الذي قال فيه النبي وفي أخيه: هما ريحانتاي من الدنيا أي هما عندي كالريحانة التي تحب فتشم وتُقبل، وابن عمر لم يجب السائل لعله كان متعنتًا فأعرض عنه، والجواب: لا يجوز للمحرم قتل الذباب وإذا قتله فعليه صدقة، ودم البعوض إذا كثر وجبت إزالته لنجاسة الدم.
(٣) وكان ذلك، فإنه وقع نزاع بينه وبين معاوية على الخلافة ومع كل واحد منهما فئة عظيمة من المسلمين وكان الحسن أولى بالخلافة لأنه فرع بيتها وبايعه على القتال عليها أربعون ألفا من المسلمين، ومع هذا كله تنازل عنها لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين وأرضاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>