للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجوز الإغارة على الكفار بعد دعوتهم (١)

• عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ فَكَتَبَ إِلَيَّ إِنَّمَا كَانَ ذلِكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَدْ أَغَارَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ (٢) وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى سَبْيَهُمْ وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ (٣). رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ (٤).

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلاً وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْماً بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيِهمْ وَمَكَاتِلِهِمْ (٥) فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ (٦) فَقَالَ النَّبِيُّ : «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ». وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ إِذَا غَزَا قَوْماً لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ فَإِنْ سَمِعَ أَذَاناً أَمْسَكَ وَإِلا أَغَارَ بَعْدَ الصُّبْحِ (٧). رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ وَزَادَ التِّرْمِذِيُّ فِي رِوَايَةٍ: فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ: «عَلَى الْفِطْرَةِ» فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ: «خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ» (٨). نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ مِنْهَا آمِين.


تجوز الإغارة على الكفار بعد دعوتهم للإسلام
(١) فيجوز الهجوم عليهم لقتالهم بعد أن بلغتهم دعوة الإسلام وأعرضوا عنه.
(٢) بنو المصطلق بطن شهير من خزاعة، غارون أي غافلون.
(٣) وكان هذا في سنة ست من الهجرة حين بلغه أنهم يجمعون لقتاله فخرج لهم ولقيهم على ماء لهم يسمي المريسيع فقتل الرجال وسبى النساء والذرية واستبقي من سهمه جويرية بنت الحارث رئيسهم فتزوج بها .
(٤) وقال أسامة: كان النبي عهد إليّ فقال: أغر على أبني صباحًا وحرق (ابني كحبلى مكان بفلسطين) رواه أبو داود.
(٥) مساحيهم جمع مسحاة وهي المجرفة كالفاس عندنا، ومكاتلهم جمع مكتل كالقفة الصغيرة عندنا؛ والمراد أدوات الزراعة.
(٦) الجيش لأنه مركب من خمس فرق: المقدمة، والمؤخرة، والميمنة، والميسرة، والقلب.
(٧) فإن الأذان علامة على إسلامهم.
(٨) على الفطرة أي الدين، خرجت من النار أي حفظت منها بالشهادتين، ولأصحاب السنن كان النبي إذا بعث جيشًا أو سرية يقول لهم: إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم أذانًا فلا تقتلوا أحدا؛ لأن القتال للإسلام وتلك شعائر الإسلام؛ والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>