للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصية النبي بأهل مصر]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ صَدَقَ اللَّهُ الْعظِيمُ.

• عَنْ أَبِي ذَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِماً أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرَاً فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا (١)» قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجْتُ مِنْهَا (٢). وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحَونَ أَرْضاً يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْراً فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِماً (٣)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَ وَكَمَالَ الْإِيْمَانِ آمِين.

فضل الأمة المحمدية صلى اللَّه على نبيها وسلم (٤)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ


وصية النبي بأهل مصر
(١) القيراط جزء من الفدان وجزء من الدرهم والدينار، وهذا دأب المصريين قديمًا، والذمة هي الإيمان بالإنجيل والتوراة، والصهر والرحم القرابة بإسماعيل فإن أمه هاجر منهم كما يأتي في تفسير البقرة إن شاء الله، والقرابة بالنبي فإن مارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي من المصريين.
(٢) أي أبو ذر أو الراوي عنه.
(٣) الأرض التي يذكر فيها القيراط هي مصر، فالنبي قال لأصحابه إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها وأحسنوا إليهم فإنهم مؤمنون بالكتاب الأول ولهم قرابة بجدي إسماعيل لأنهم أخواله، وقرابة بي لأن أم ولدى إبراهيم منهم فللمصريين بهذا عظيم الشرف الدنيا والأخرى. وفيه معجزة للنبي فإنه إخبار بغيب وقع وفتحت مصر على يد عمرو بن العاص في خلافة عمر .

فضل الأمة المحمدية صلى الله على نبيها وسلم
(٤) ومنه ما تقدم في الصوم أن الله أعطاها ليلة القدر خيرًا من ألف شهر، ومنه أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسًا إلى آخره.

<<  <  ج: ص:  >  >>