للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتمة في البعوث (١)

بعث عاصم وخبيب وأصحابهما (٢)

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ سَرِيَّةَ عَيْناً وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ (٣) ذُكِرُوا لِحَيَ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَامٍ (٤) فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلُوا فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا: هذَا تَمْرُ يَثْرِبَ (٥) فَتَبِعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ فَلَجَأَ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ إِلَى فَدْفَدٍ (٦) فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ (٧) وَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيْثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَلا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا فَقَالَ عَاصِمٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ (٨)


= وأحد السابقين وشاعرا مجيدا، فقد كان في عمرة القضاء بين يدي النبي وهو داخل مكة يخاطب المشركين بقوله:
خلوا بني الكفار عن سبيله … قد أنزل الرحمن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله … نحن قتلناكم على تأويله
كما قتلناكم على تنزيله
فقال عمر: يا ابن رواحة انقول الشعر بين يدي رسول الله فقال رسول الله : دعه يا عمر فهذا أشد عليهم من رشق النبل. والله أعلم.

خاتمة في البعوث
(١) البعوث جمع بعث وهو الفريق الذي كان يرسله النبي إلى جهة، عينا أو مجاهدا، قليلا أو كثيرا فهو أعم من السرية التي يبلغ أقصاها أربعمائة، وفي القاموس: السرية من خمسة أنفس إلى أربعمائة، وقيل من مائة إلى خمسمائة وما زاد عليها يقال له منسر، فإن زاد على ثمانمائة سمي جيشا، فإن زاد على أربعة آلاف سم جحفلا، فإن زاد فجيش جرار اهـ شيخ الإسلام والله أعلم.

بعث عاصم وخبيب وأصحابهما
(٢) بعث النبي بعد بدر عشرة من الأنصار عيونا إلى مكة ليأتوه بخبر قريش منهم خبيب بن عدي وعبد الله بن طارق ومرثد بن أبي مرثد وزيد بن الدثنة وخالد بن أبي البكير ومعتب بن عبيد وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو خال عاصم بن عمر بن الخطاب.
(٣) وبينهما مرحلتان.
(٤) تبعهم من بني لحيان نحو مائة شخص ماهر بالرماية.
(٥) فعرفوا أنه نوى تمر خبيب وصحبه.
(٦) الفدفد - كجعفر - الرابية العالية.
(٧) أي الكفار.
(٨) في عهده فإنهم لا عهد لهم لعدم =

<<  <  ج: ص:  >  >>