(١) على ذلك الفدفد بمكان يسمى الرجيع في بلاد هذيل. (٢) هو عبد الله بن طارق. (٣) بقية الحديث: وكان خبيب قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر فاشتراه بنو الحارث فمكث عندهم زمنا أسيرا فكانت بنت الحارث تقول: ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وهو موثق في الحديد وليس بمكة يومئذ ثمرة فما كان إلا رزق رزقه الله تعالى، فلما أجمعوا على قتله خرجوا به من الحرم ليقتلوه خارجه فقال: دعوني أصل ركعتين فصلى ثم قال لهم: لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت في عبادة ربي، فكان هو أول من سنّ الركعتين عند القتل، ثم قال اللهم أحصهم عددا. ثم قال: ولست أبالى حين أُقتل مسلما … على أي شق كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ … يبارك على أوصال شلو ممزع الأوصال جمع وصل وهو العضو، والشلو - كالبئر - الجسد، ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، إلى رحمة الله ورضوانه، وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية وقتله بأبيه الذي قتله زيد في بدر، وأما عاصم بن ثابت أمير هذه السرية فإنه كان قتل عظيما من قريش فلما سمعت بقتله أرسلت جماعة لتأخذ شيئا من جسده فيتشفوا فيه فأرسل الله على جسده مثل الظلة من الدبر فحمته منهم فلم يقدروا على أخذ شيء من جسمه، الدبر - كالشرط - الزنابير أو ذكور النحل. فكان كل من مال على جسمه ليأخذ منه شيئا طارت على وجهه فلدغته، قيل إن عاصما هذا كان أعطى الله عهدا ألا يمس مشركا ولا يمسه مشرك حفظه الله حيا وميتا، فظهر من هذه السرية كرامتان الأولى وجود الفاكهة في يد خبيب وهو موثق بالحديد يأكل منها وهذا في غير وقتها، وشهادة أعدائه بأنه من خير خلق الله، والفضل ما شهد به الأعداء. والثانية حفظ جسم عاصم من امتداد يد الأعداء إليه وهو جثة هامدة، ولا بعد ولا غرابة فهؤلاء أصحاب رسول الله ﷺ قد باعوا أموالهم وأرواحهم في مرضاة الله ورسوله ﵃ آمين.