للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ وَأَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُؤوسِهِمْ الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قَعَدْتُ فَجَاءَ الْأَعْرَابُ مِنْ ههُنَا وَههُنَا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَدَوَى؟ قَالَ: «تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً (١) إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ». رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئاً؟ قَالَ: «هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ (٢)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : مَرِضْتُ فَعَادَنِي النَّبِيُّ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا فِي فؤادِي فَقَالَ: «إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْؤُودٌ (٣) ائْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ (٤) ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنَّ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

الحمية رأس الدواء (٥)

• عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ وَمَعَهُ عَلِيٌّ


(١) لم يضع داء أي لم يخلق مرضا إلا جعل له دواء إلا الهرم أي الكبر فإنه لا دواء له، وفي الحديث: الأمر بالتداوي عملا بالأسباب والسعي المطلوب لقوله تعالى» ﴿فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾» وللحديث» إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا».
(٢) فالتداوي مستحب لهذه وللاقتداء به ولا سيما من كانت حياته في مصلحة العباد بخلاف من لم يكن كذلك وقدر على نفسه وكان متوكلا على الله تعالى فإن تركه له أفضل، وتقاة نتقيها أي أداة نتحفظ بها هل ترد القدر؟ قال هي من القدر، فالإيمان بالقدر واجب، وكل بلاء فهو بقدر الله، والتداوي أيضا من القدر أي فتداووا وتوكلوا على الله فهو الفاعل الحقيقي، وتلك أسباب ظاهرة تقتضيها الحكمة.
(٣) مريض بفؤادك.
(٤) فليجأهن بنواهن أي يدقهن بنواهن ثم لبلدّك بهن، أي يسقيك إياهن، وهذا في عجوة بالمدينة غرس نخلها النبي وستأتي إن شاء الله. والله أعلى وأعلم.

الحمية رأس الدواء
(٥) الحمية هي المنع، يقال حماه الطعام والشراب إذا منعه منه، وحماه من أعدائه حفظه منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>