للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثاني في أنواع الملبوسِ (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ يُوسُفَ لِإِخْوَتِهِ: ﴿اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي﴾ (٢) ﴿هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾.

• عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ (٣) الثِّيَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ الْقَمِيصُ. رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٤). قَالَ مَخْرَمَةُ لِابْنِهِ الْمِسْوَرِ: يَا بُنَيَّ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ جَاءَتْهُ أَقْبِيَةٌ (٥) فَهُوَ يَقْسِمُهَا فَاذهَبْ بِنَا إِلَيْهِ فَذَهَبْنَا فَوَجَدْنَاهُ فِي الْمَنْزِلِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ ادْعُهُ لِي فَأَعْظَمْتُ ذلِكَ فَقُلْتُ: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ فَدَعَوْتُهُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرٌ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: «يَا مَخْرَمَة هذَا خَبَأْنَاهُ لَكَ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى النَّبِيِّ أَنْ يَلْبَسَها الْحِبَرَةَ (٦). رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ وَالنَّسَائِيُّ.

• عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَاراً (٧) فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالنَّسائِيُّ.


(في الباب الثاني في أنواع الملبوس)
(١) ليس المراد حصر الملبوس في الآتي وإنما المراد بيان ما لبسه النبي وما كان مشهورا عند العرب.
(٢) القميص معروف وهو ملبوس قديم.
(٣) بنصب أحب على الخبرية ورفعه على الاسمية، وإنما كان القميص أحب إليه لأنه أستر من نحو رداء وإزار ولا يحتاج إلى ربط مثلهما.
(٤) بسند حسن.
(٥) جاءته أقبية جمع قباء بالفتح والمد وهو ملبوس له كمان مفتوح من أمام يلف أحد طرفيه على الآخر وهو من صنع العجم فهو فارسي معرب وقد اشتهر في مصرنا بالقفطان وهذا كان قبل تحريم الحرير، وفيه جواز الأزرار من ذهب لأنه من القليل السابق جوازه أو كان قبل تحريم الذهب.
(٦) الحبرة بالرفع والنصب كما تقدم في الحديث الأول، والحبرة - كعنية - برد يماني من قطن
ذو ألوان، وقيل لونها أخضر وكان النبي ما يحبه لأنه لباس أهل الجنة.
(٧) الإزار والسراويل كلاهما ملبوس يستر من السرة إلى أسفل الجسم، إلا أن السراويل مخيط، والإزار ليس بمخيط ولكن يلف طرفه على الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>