للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يخرج المعتكف من المسجد للحاجة]

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا اعْتَكَفَ يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ فَأُرَجِّلُهُ وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ (١). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

وَقَالَتْ صَفِيَّةُ (٢) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُعْتَكِفاً فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ إِلَى بَيْتِي فَقَامَ مَعِي النَّبيُّ لِيَقْلِبَني (٣) وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ أَسْرَعَا فَقَالَ : «عَلى رِسْلِكُمَا (٤) إِنَّهَا صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيِّيٍ» قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّم فَخَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئاً أَوْ قَالَ شَرًّا (٥)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا التِّرْمِذِيَّ.


يخرج المعتكف من المسجد للحاجة
(١) فكان النبي ، وهو معتكف في المسجد يخرج رأسه من باب الحجرة لعائشة، وهي في غرفتها المجاورة للمسجد كباقي غرفات الزوجات الطاهرات فترجل شعره أي تسرحه وتدهنه وتطيبه، وكان لا يخرج من المسجد وهو معتكف إلا للحاجة وهي هنا البول والغائط ومثلهما الفصد والحجامة والغسل والطهارة، وأما الأكل والشرب فلا يخرج لهما لجوازها في المسجد، وقال بعضهم يخرج لهما.
(٢) هي بنت حييّ إحدى أمهات المؤمنين.
(٣) يقلب كيضرب أي يمشي معي إلى بيتي المعد لسكناي ويسكن فيه أسامة بن زيد مولى النبي .
(٤) رسلكما بكسر فسكون فكسر أي لا تسرعا.
(٥) فالرجلان لما رأيا مع النبي امرأة أسرعا لئلا يراها النبي ، ولكنه رآها؛ فقال لهما: تمهلا فإنها زوجتى صفية، فقالا: سبحان الله يا رسول الله نحن لا نظن بك شيئا فإنك معصوم فقال: إنى خفت عليكما من وسوسة الشيطان فإنه يجري في الإنسان كالدم، وفي هذين الحديثين جواز خروج المعتكف لما يلزمه، ولكن بنية العودة إلى الاعتكاف وإن نسي جدد النية، ولا يبطل الاعتكاف بكلام دنيوي ولا صنعة لا تقدر المسجد، ككتابة وخياطة، وليس للاعتكاف ذكر مخصوص بل هو اللبث فقط، فلو دخل المسجد لصلاة فريضة أو نافلة ونوى الاعتكاف كقوله نويت الاعتكاف لله وخرج بعد الصلاة صح اعتكافة هذه المدة عند بعضهم كما يأتي إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>