(٢) مكان اعتكافه وهو الخباء، وظاهره أن أول الاعتكاف بعد الفجر، وهذا في مطلق اعتكاف، أما من أراد اعتكاف شهر أو عشرة أيام فإن أوله قبيل الغروب لأن الليل تابع ليومه. (٣) الخباء ما يعمل من صوف أو شعر أو وبر وينصب على عمودين أو ثلاثة فإن زاد فهو البيت، فلما نصب الخباء للنبي ﷺ اقتدى به الزوجات الطاهرات رغبة في المسجد وقربهن من النبي ﷺ، ولكنه خاف تضييق المسجد فأنكر عليهن بقوله: آلبر تردن! بالاستفهام الإنكارى، أي أترغبن في الطاعة بهذا وأمر بحل خبائه وترك الاعتكاف حتى اعتكف العشر الأول من شوال. (٤) أسطوانة التوبة هي العمود الذي ربط فيه الصحابي نفسه حتى تاب الله عليه، فكان اعتكافه ﷺ وراء هذه الأسطوانة على فراش أو سرير، وفيه أن الاعتكاف لا يصح إلا في المساجد وعليه الجمهور سلفا وخلفًا ومالك والشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة: يصح اعتكاف المرأة في مسجد بينها وهو المكان المعد لصلاتها، وقال بعض المالكية والشافعية: يصح في مسجد البيت ولو لرجل، وعند الجمهور: يصح الاعتكاف في كل مسجد وقف للصلاة، وقال أبو حنيفة: إنه يختص بمسجد تصلى فيه الصلوات كلها، وقال أحمد: إنه يختص بمسجد تقام فيه الجماعة الراتبة. والله أعلم.