كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

الباب الرابع: في أنواع النسك وأعماله - يفوت الحج بفوت عرفة - ج: 2 - ص: 139

[يفوت الحج بفوت عرفة]

عَن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْمَرَ الدَّيلِيِّ (١) ﵁ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَجَاءَ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ فَأَمَرُوا رَجُلاً فَنَادَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَيْفَ الْحَجُّ؟ (٢) فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلاً فَنَادَى فِي النَّاسِ الْحَجُّ الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ مَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ فَتَمَّ حَجُّهُ (٣)، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ (٤). رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ.

• عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ الطَّائِيِّ ﵁ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِالْمُزْدَلِفَةِ (٥) قلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ (٦) أَكْللْتُ مَطِيَّتِي (٧) وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهِ (٨) فَهَلْ لِي مِنْ حَجَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَدْرَكَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ وَأَتَى عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضى تَفَثَهُ (٩)». رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.

---

= التلبية والذكر بأى نوع كان والابتهال في الدعاء إلى الله تعالى، فإنه يوم عظيم يباهى الله بهم ملائكته وحسبنا ما يأتى في الحج، الحج يوم عرفة. والله أعلم

يفوت الحج بفوت عرفة
(١) يعمر كيعلم ممنوع من الصرف لوزن الفعل.
(٢) أي ما أظهر أعماله وأفضلها؟ قال: الوقوف بعرفة.
(٣) أي من حضر هاهنا بعرفة قبل فجر ليلة المزدلفة فقد أدرك الحج.
(٤) فالأفضل كون الإقامة بمنى ثلاثة أيام بعد العيد ولو تعجل ونزل في اليوم الثاني بعد رميه كفى.
(٥) حين خرج لصلاة الصبح.
(٦) طيئ بالهمزة اسم قبيلة وجبلاها هما جبل سلمى وجبل آجا.
(٧) أعيينها من سرعة السير.
(٨) الحبل أحد حبال الرمل وفى رواية: من جبل.
(٩) التفث - بالتحريك - الشعث، والمراد قضى ما عليه، ووقت الوقوف بعرفة بين زوال الشمس وطلوع الفجر الثاني ليوم العيد، فوقوفه في أي لحظة بكفى وعليه الجمهور، وقال أحمد: يوم عرفة يدخل من الفجر، وظاهر ما تقدم أن من لم يدرك عرفة قبل فجر يوم العاشر فقد فاته الحج ويعمل عمرة ويهدى وعليه الحج في العام القابل، وعلى هذا الجمهور سلفًا وخلفًا والشافعى وأحمد وإسحق.