للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدِ سُودِ الرُّؤوسِ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانَتْ تَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا (١) فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَقَعُوا فِي الْغَنَائِمِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ لَهُمْ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (٢). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. نَسْأَلُ اللَّهَ صِحَّةَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ آمِين.

سورة التوبة (٣)

مدنية وهي مائة وتسع وعشرون آية

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ مَا حَمَلَكُمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي وَإِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مِنَ الْمِئِينِ (٤) فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذلِكَ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: كَانَ


(١) فلم يحل تعاطى الغنائم لأحد من بني آدم إلا للأمة المحمدية، بل كان السالفون يجمعون الغنائم في مكان حتى تنزل نار من السماء فتأكلها.
(٢) ﴿لولا كتاب من الله سبق﴾ أي لولا حكمه الذي سبق في علمه بإحلال الغنائم لكم ﴿لمسكم فيما أخذتم﴾ من الفداء ﴿عذاب عظيم﴾ وهذا هو عذابهم الذي عرض قريبًا منهم كما تصوره النبي فبكى ولكنه عتاب له فقط لأخذهم الفداء الذي هو خلاف الأولى.

سورة التوبة
مدنية وهي مائة وتسع وعشرون آية
(٣) سميت بهذا لقول الله تعالى فيها ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار﴾ وتسمى سورة براءة لقوله تعالى ﴿براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين﴾ وتسمى سورة العذاب لأنها أمرت بنقض عهد المشركين وشهر السلاح عليهم حتى يدخلوا في الإسلام، وتسمى الفاضحة لأنها فضحت المنافقين بقوله ﴿ومنهم من يلمزك في الصدقات﴾ و ﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٩٦)﴾. ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٤٩)﴾ ونحو هذا.
(٤) من المثاني أي من السور القصيرة، وبراءة من المئين أي من السور الطويلة التي تربو آياتها على المائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>